قال ابن قدامة رحمه الله: اغتنم رحمك الله حياتك النفيسة واحتفظ بأوقاتك العزيزة، واعلم أن مدة حياتك محدودة، وأنفاسك معدودة، فكل نفس ينقص به جزء منك، والعمر كله قصير والباقي منه هو اليسير، وكل جزء منه جوهرة نفيسة لا عدل لها ولا خلف، فإن بهذه الحياة اليسيرة خلود الأبد في النعيم أوالعذاب الأليم، وإذا عادلت هذه الحياة بخلود الأبد علمت أن كل نفَس يعدل أكثر من ألف ألف عام في نعيم مقيم، أو خلاف ذلك، فلا تضع جواهر عمرك النفيسة بغير عمل، ولا تذهبها بغير عوض، واجتهد ألا يخلو نفس من أنفاسك من طاعة أو قربة إلى الله، فإنك لو كانت معك جوهرة من جواهر الدنيا لساءك ذهابها فكيف تفرط في ساعتك وأوقاتك وكيف لا تحزن على عمرك الذاهب بغير عوض؟!.