أحصت مصالح بلدية السويدانية حوالي 500 بيت قصديري سنة 2007، موزعة على 6 أحياء فوضوية انتشرت بشكل لافت للانتباه خلال العشرية السوداء، بعدما لجأ العديد من المواطنين للنزوح نحو العاصمة؟!. ولعل من أكبر ما تطالب به العائلات تلك هو إعادة ترحيلها في أقرب وقت ممكن إلى سكنات لائقة، خاصة أنها عانت طيلة سنوات مختلف أنواع البؤس والشقاء في مأوى يفتقر لأدنى شروط الحياة، فلا راحة بال ولا ظروف مواتية دون ذكر الآفات الاجتماعية التي تتربص بالأبناء. وأكثر الأحياء تضررا بالبلدية الحي القصديري بودربالة، الذي يترقب قاطنوه الهدم مع إعادة إسكانهم بشقق لائقة تحفظ ماء الوجه، حيث تعيش أكثر من 30 عائلة في بيوت قصديرية بهذا الحي حالة من الغضب والسخط نتيجة الوضعية المزرية التي تمر بها هذه العائلات منذ أزيد من عشرين سنة، وسط الفقر وانعدام أدنى شروط الحياة الكريمة، محمّلين المسؤولية السلطات المحلية التي لم تعر أي اهتمام لقضيتهم، بالرغم من علمهم بالوضعية الكارثية التي يعيشونها في تلك السكنات التي وصفوها ب”القذرة”. وصرح قاطنو الحي القصديري أن مشكلتهم مع هذا المكان تعود إلى زمن بعيد، غير أن المشاكل تزيد تفاقما نتيجة اللامبالاة المنتهجة من قبل السلطات المعنية الذين لم يبدوا أي استعداد لمساعدتهم. وفي ظل غياب أدنى ظروف العيش التي صعبت عليهم يومياتهم في تلك السكنات التي تشبه إلى حد بعيد (الإسطبل) نظرا لافتقارها لأدنى المتطلبات الإنسانية من جهة، ومن جهة أخرى وجدوا أنفسهم على مدار سنوات طويلة في مواجهة خطر الموت الذي يتربص بهم من كل ناحية نظرا لتفاقم المشاكل التي يعانون منها من الرطوبة العالية وغياب قنوات الصرف الصحي، وهو ما أدى بهم إلى عمليات الحفر العشوائي.. تطالب هذه العائلات بتدخل الجهات المسؤولة من أجل إعادة النظر في مسألتهم العالقة وتنفيذ وعودها بعمليات الترحيل التي طالما تكررت لأكثر من 15 سنة.