اعترفت وزيرة التربية، نورية بن غبريط، بوجود تلاميذ من دون دراسة في العديد من المؤسسات التربوية، رغم عدم تسجيل أي عجز في عدد المؤطرين، مرجعة أسباب هذا الخلل إلى رفض الأساتذة الجدد المنصبين في إطار مسابقة التوظيف الأخيرة الابتعاد عن ولايات وعن مقرات سكناهم، والتدريس في مناطق بعيدة، مشيرة إلى أن الحل الوحيد مستقبلا هو توفير سكنات جماعية للعزاب، معلنة عن عدم إدراج تغييرات جديدة في شهادة البكالوريا لدورة 2017 ما عدا في تقليص عدد أيام الاجتياز. لدى استضافتها ضمن برنامج ”ضيف الصباح” للقناة الإذاعية الأولى، كشفت بن غبريط عن توظيف قرابة 60 ألف أستاذ في إطار المسابقة الوطنية للأساتذة الاحتياطيين التي عرفت مشاركة 800 ألف أستاذ، مؤكدة نجاح هذه المسابقة التي جرت بكل شفافية، حيث تم اختيار الأساتذة حسب الترتيب والاستحقاق، مشيرة إلى أن عدد الأساتذة الذين تحصلوا على المعدل في هذه المسابقة الوطنية قدر بأكثر من 145 ألف في حين تم فتح 28 ألف منصب إلى جانب المناصب الشاغرة نتيجة التقاعد والتخلي عن المنصب. وأكدت الوزيرة أن ”الأرضية الرقمية التي تم فتحها في إطار هذه المسابقة مكنتهم من تلبية رغبات الأساتذة المشاركين حسب الاستحقاق والترتيب، مشيرة إلى وجود 5541 أستاذ متعاقد، عكس السنوات الماضية حيث كان يمتص بين 30 وبين 80 ألف منصب في قطاع التربية الوطنية وأكدت أن إجراءاتها مكنت من توفير المناصب 98 بالمائة على ما كان على المستوى المحلي من خلال مناصب دائمة”. وأوضحت أنه ”هناك بعض المناصب التي لا زالت شاغرة بسبب رفض بعض الأساتذة الذين نجحوا في المسابقة الالتحاق بالمدارس الموجودة في المناطق النائية والولايات الأخرى، داعية إلى ضرورة تكيف الأساتذة مع المعطيات الجديدة والالتحاق بمناصبهم على اعتبار أن قطاع التربية يتطلب حركية معتبرة وأنه لا مبرر لرفض المنصب على حد تعبيرها، موضحة أنه لمعالجة المشكلة سيتم اللجوء إلى سكنات جماعية لفائدتهم، على غرار ما هو معتمد في القطاعات الأخرى. لا توظيف للإداريين الناجحين في المناصب الاحتياطية وعن مسابقات الإداريين أكدت عدم اللجوء إلى المناصب الاحتياطية، وسيتم فتح مسابقات أخرى العام المقبل، وهذا قبل أن تنفي إحصاء أي مناصب شاغرة في الأساتذة، وأرجعت عدم تدريس التلاميذ في عدة مناطق إلى رفض أساتذتهم التنقل إليهم بسبب بعد المسافة عن مقرات سكناتهم. هذا وأشادت الوزيرة في المقابل بما ميز الدخول المدرسي لهذه السنة، وأكدت أنه عرف تحسنا كبيرا مقارنة السنوات الماضية، وعملية التوظيف الكبيرة التي تمت فيها أفريل الماضي، معربة عن تفاؤلها بهذه السنة الدراسية الجديدة. في المقابل تطرقت الوزيرة إلى جديد الامتحانات النهائية، مشيرة إلى التغيير الوحيد الذي سيمس امتحان شهادة البكالوريا والذي يتعلق بتقليص عدد الأيام، وسيعرض على مجلس الوزراء، في حين تم الاتفاق على تطبيق التغييرات الأخرى المتعلقة بأسئلة البكالوريا وغيرها من المسائل بصفة تدريجية، مؤكدة في ذات السياق أنه تقرر بعد الاتفاق مع الوزير الأول عبد المالك سلال تعزيز آليات التشويش في كل مراكز الامتحان لمكافحة كل أنواع الغش، خاصة بالوسائل التكنولوجية الحديثة، مؤكدة أنه لا تغييرات في باك 2017 ماعدا في أيام الإجراء، مؤكدة الحفاظ على موضوعين، ونصف ساعة إضافية. وفيما يتعلق بتوزيع الكتب المدرسية أشارت إلى تسجيل بعض الاختلالات في التوزيع والتي تتطلب - حسبها - ضرورة إعادة النظر في سياسة التوزيع مبرزة وجود مخطط لتوزيع الكتب ودفاتر الأنشطة الجديدة التي تتكيف مع البرنامج الجديد، مشيرة إلى التنسيق مع الديوان الوطني للكتب المدرسية يتم منح التراخيص لقائمة الموزعين في كل ولاية وحتى بالنسبة للراغبين في شراء هذا الكتب خارج المسار العادي مذكرة بأنه 55 بالمائة من هذه الكتب توزع بصفة مجانية. أبواب الوزارة مفتوحة للنقابات التي ستضرب اليوم وأوضحت الوزيرة أن الكتب المدرسية ستباع أيضا مستقبلا في المكتبات لمنح الأولياء فرصة شراء كتب إضافية، بالإضافة إلى تلك التي تباع في المدارس، بعد أن أكدت دفاتر الأنشطة الخاصة بتلاميذ السنة الأولى والثانية الابتدائية هي التي طرحت مشكلا بعد رغبة الأولياء اقتناء أكثر من دفتر. وعن إشعار بعض نقابات التربية بالشروع في الإضراب، أكدت وزيرة التربية على أن كل الأبواب مفتوحة للتفاوض والنقاش مع النقابات والنظر في مطالبهم لإيجاد الحلول لكل المشاكل. من جهة أخرى تطرقت بن غبريط إلى ورشتي الإعلام التي تم تنظيمها مع مختلف النقابات في 30 أوت الماضي وفي العاشر من أكتوبر، حيث تم إعطاء معلومات وتصورات حول سن التقاعد المسبق، وتم الاتفاق على عقد لقاء آخر بحضور وزير العمل حول هذه المسألة التي ستمر على الحكومة والبرلمان.