يواجه المرحّلون الجدد نحو السكنات بالأحياء الجديدة مشكل غياب وانقص المؤسسات التربوية، ما جعلهم يتنقلون إلى خارج هذه الأحياء بحثا عن مؤسسات يدرسون بها، والتي شهدت بدورها اكتظاظا كبيرا بسبب العدد المتزايد للتلاميذ. يعاني تلاميذ الأحياء السكنية الجديدة من النقص الفادح للمؤسسات التربوية بأطوارها الثلاثة، بحيث اصطدم هؤلاء، بعد ترحيلهم، بنقص فادح بهذه المؤسسات، إن لم يكن انعدام كلي، إذ توجد مناطق لا تتوفر بها المؤسسات التربوية، فيما توفر أخرى ولكن بعدد ضئيل لا يكفي لطاقة استيعاب التلاميذ والذين يقدر عددهم بالعشرات، ليجدوا أنفسهم مجبرين على التنقل خارج مجمعهم السكني لأجل الالتحاق بمقاعد الدراسة وهو حال بعض المرحّلين الذين رحّلوا إلى الدويرة والذين لم يجدوا مدارس تحتضنهم ليشكل الأمر عائقا لهم ولأوليائهم الذين يتنقلون يوميا ويقطعون مسافة طويلة للالتحاق بالمدارس، بحيث نجدهم يوميا يزاحمون المسافرين في الحافلات لأجل الدراسة، فيما يتنقل آخرون مشيا على أقدامهم متحملين بذلك مشاق المشي والعناء لأجل الدراسة. وقد تسبب الأمر في أرق للتلاميذ والأولياء على حد سواء، وخاصة مع اقتراب فصل الشتاء، أين سيزداد الوضع سوءا مع سوء الأحوال الجوية وضرورة التنقل لمسافات بعيدة لأجل الالتحاق بالمدارس التي يفترض أن تتوفر بالقرب من مقر السكن لتقليص المشاق والعناء. ومن جهة أخرى، لم يتخل تلاميذ كثر عن مدارسهم القديمة بالأحياء السابقة، في انتظار توفير مؤسسات تربوية بالمجمعات السكنية الجديدة، وهو حال العائلات المرحّلة من الحي الفوضوي بالعاشور نحو الدويرة والرحمانية والرمضانية، أين لا يزال غالبية التلاميذ يزاولون دراستهم بالعاشور، بحيث يتنقلون يوميا رفقة أوليائهم لأجل الدراسة، بسبب غياب المؤسسات التربوية بحيهم الجديد أين فرض عليهم الأمر الواقع التنقل يوميا لأجل الدراسة في مدارسهم القديمة، وذلك في انتظار بناء وتجهيز مؤسسات بالأحياء التي رحّلوا إليها، وقد عبر غالبية التلاميذ وأوليائهم عن تذمرهم الشديد من الوضع القائم الذي يفرض نفسه عليهم، وخاصة أن هذا المرفق ضروري ومهم جدا بالأحياء السكنية، حيث طالبوا بتوفير المؤسسات التربوية بالأحياء السكنية الجديدة لتخفيف الضغط عن التلاميذ بتنقلهم المستمر نحو وجهات بعيدة لأجل الالتحاق بالمدارس. خالد أحمد: توزيع السكنات قبل جاهزيتها سبب الأزمة وفي خضم هذا الواقع الذي يفرض نفسه على المرحّلين الجدد و انعدام المؤسسات التربوية، أوضح خالد أحمد، رئيس جمعية أولياء التلاميذ في اتصال ل السياسي ، بأن أسباب انعدام ونقص المؤسسات التربوية بالمجمعات السكنية الجديدة راجع إلى سوء التخطيط وسوء التسيير، بحيث أن القائمين على التوزيع لم يضعوا خطة وإستراتيجية مسبقة ومحكمة والتي هي توفير الهياكل التربوية قبل الشروع في توزيع السكنات الجديدة، حيث نرى أنهم تسرعوا في توزيع السكنات التي تفتقد إلى المؤسسات التربوية ما خلّف مشكلا حقيقيا للتلاميذ ، وأضاف محدثنا بأنه من الأسباب الأخرى لنقص المؤسسات التربوية بالمجمعات السكنية الجديدة، هو غياب الوعاء العقاري إضافة إلى عدم استكمال المجمعات السكنية وترحيل العائلات.