دعا لها مشاركون بندوة علمية بسطيفأكد مشاركون في أشغال ندوة علمية بعنوان "التراث الثقافي وإدارة المخاطر في ظل الأزمات والكوارث الطبيعية" نظمت الخميس بالمتحف العمومي الوطني بسطيف، على ضرورة بناء وتكوين قدرات فعالة في إدارة المخاطر للتقليص من هذه الأخيرة والحفاظ على الموروث الثقافي . أوضح في هذا الإطار، الأستاذ عبد الكريم عزوق من معهد الآثار بجامعة الجزائر 2 بأن العوامل الطبيعية كالحرائق والزلازل وغيرها تؤثر بطريقة مباشرة على الموروث الثقافي المادي وعلى البنية التحتية للمدن والبنايات الأثرية والتاريخية وتؤدي إلى تشويهها وتدميرها ما يستدعي -حسبه- محاولة التقليص من هذه الأضرار ببناء وتكوين كفاءات في مجال إدارة المخاطر وتعزيز القدرات الوطنية في مجال الوقاية. كما دعا الأستاذ عزوق إلى أهمية الحفاظ على التراث الثقافي من التدمير والضياع والتشويه وكذا السرقة والإهمال بتفعيل القوانين الخاصة بحماية التراث بهدف الحفاظ على الذاكرة والتاريخ والانتماء الحضاري. وذكر ذات المتدخل بأن الحفاظ على التراث الثقافي "يتطلب أيضا تدعيمه بوسائل المراقبة من السرقة والضياع وتوفير التكنولوجيات الحديثة لاسيما ما تعلق بالمتاحف والمواقع الاثرية من تسييج للمواقع المفتوحة في الهواء الطلق وغيرها"، مبرزا أهمية نشر الوعي والثقافة الأثرية في أوساط المواطنين باعتبار أن المحافظة على التراث مسؤولية الجميع، مثمنا بالمناسبة دور الفرق المختصة في مكافحة تهريب التراث الثقافي والمتاجرة بذاكرة الشعوب على غرار الجمارك والدرك والأمن الوطنيين في استرجاع القطع الأثرية لتبقى شواهد مادية على الحضارة الجزائرية عبر العصور. أما مسؤول ديوان تسيير واستغلال الممتلكات الثقافية بسطيف، مصباح بوحزام، فقد تطرق في مداخلة بعنوان "إدارة المخاطر في الممتلكات الثقافية" إلى المسؤولية التي تقع على عاتق المؤسسات الثقافية أثناء تعرض التراث الثقافي للخطر، داعيا إلى "التخطيط من الناحية العلمية للتمكن بأفضل السبل من تخفيف هذه المخاطر وذلك بأساليب مدروسة"، وأضاف بأن القائمين على رعاية التراث الثقافي مدعوين إلى تحديد الأولويات والاختيارات لاستخدام الموارد المتاحة والمتوفرة على أفضل وجه وذلك عند التخطيط واتخاذ الإجراءات اللازمة لحماية كل المجموعات المتحفية والمباني والمعالم والمواقع الأثرية لتسهيل الوصول إليها واستمرارية استخدامها على المدى الطويل. يهدف هذا اللقاء الذي حضره جميع الفاعلين في المجال من أساتذة جامعيين من عديد ولايات الوطن ومحافظي التراث الثقافي ودواوين تسيير واستغلال الممتلكات الثقافية المحمية، بالإضافة إلى مصالح الدرك والأمن الوطنيين والجمارك وكذا الحماية المدنية إلى مناقشة طرق ووسائل الحفاظ على التراث الثقافي في ظل الأزمات والكوارث الطبيعية وتعزيز الوعي الاجتماعي في هذا المجال.
وتم بالمناسبة مناقشة عديد المواضيع ذات الصلة بالموضوع على غرار "الزلازل والكوارث الطبيعية بمواقع التراث الثقافي" و"الآثار والزلازل والأخطار وطرق الوقاية" وكذا "مخطط تنظيم النجدة أثناء حدوث كارثة ما" و"كيفية تفعيل مخطط التدخل للمتحف العمومي عند أي طارئ" .