يؤكد الأمين العام الجديد لحركة النهضة يزيد بن عائشة في أول حوار صحفي منذ تنصيبه على رأس الحزب المحسوب على التيار الإسلامي،أن حركته قد طوت صفحة الأزمة الداخلية و حلت المشاكل التنظيمية بعد المؤتمر السادس و تعمل حاليا في جو ديمقراطي على تجسيد البرنامج الذي تم عرضه على مجلس الشورى مؤخرا. يزيد بن عائشة قال في حوار ل السياسي إن الباب مفتوح أمام كل القياديين السابقين في النهضة للعودة،فيما خاطب المناوئين للقيادة السابقة قائلا: يجب عليكم مراجعة مواقفكم و النظر على مآلات الأمور و ليس إلى وقائع الأحداث . الرجل الأول في النهضة فتح ملف الرئاسيات المقبلة مؤكدا أن حسم موقف الحركة سيكون خلال شهر فيفري المقبل،فيما اعترف المتحدث بأن فكرة المرشح التوافقي للمعارضة المطروحة مؤخرا صعبة التحقيق خاصة بعد التشرذم الذي طال المعارضة لكثرة المبادرات و تعارضها، على حد تعبيره. كيف هي الأجواء داخل حركة النهضة أياما بعد انعقاد المؤتمر السادس و الذي أسفر عن قيادة جديدة خلفا لمحمد ذويبي ؟ هنالك جو جديد داخل بيت حركة النهضة ملؤه العزيمة و الإرادة للعمل و النضال للخروج من أجواء الأزمة إلى فسحة الأمل و العمل الميداني ،حيث اعيدت حركة النهضة بعد المؤتمر الأخير لسكتها الصحيحة،و فتحت صفحة جديدة مع الالتزام بقوانين الحزب و الاستماع للمناضلين الذين هم أساس الحركة و أصحاب القرار . بعد انتخابكم كأمين عام جديد للحركة خلال المؤتمر السادس ،ما هي خطتكم لإخراج النهضة من الأزمة التي تعيشها منذ سنوات ؟ حركة النهضة بتنظيمها المؤتمر الأخير تكون قد حلت المشكلة التنظيمية التي حدثت لها و هي بالتالي ستضع برنامجا عمليا لتجديد الهياكل والعمل على تجسيد البرنامج الذي تم عرضه على مجلس الشورى بين يدي الترشح . أزمة النهضة أصبحت من الماضي عبر معارضو القيادة السابقة للحركة عن عدم اعترافهم بالمؤتمر السادس للحزب و النتائج المنبثقة عنه فكيف سيكون تعامل القيادة الجديدة معهم ؟ معارضو القيادة السابقة كما سميتهم ،قد عبروا عن رأيهم قبل المؤتمر السادس للحركة بهذه الطريقة التي أشرتم لها وأتمنى ان يراجعوا موقفهم بعد المؤتمر وينظروا إلى مآلات الأمور لا إلى وقائع الأحداث . ماذا عن القيادات السابقة في حركة النهضة ممن استقالوا أو ابتعدوا عن الواجهة،هل الباب مفتوح أمامهم للعودة ؟ فمتى أغلق الباب حتى يفتح ، نحن في حركة النهضة لم نغلق الباب يوما في وجه أحد ،بل ترجيناهم للعودة و العمل بآليات الحركة في التغيير و المعالجة ولكنهم رفضوا ذلك .
ماذا عن هياكل الحزب و تشكيلة المكتب الوطني هل عادت إلى العمل بشكل عادي ؟ نعم لقد تم تنصيب المكتب الوطني الجديد وباشر أعماله بشكل عادي و سيعمل على تجسيد القانون الأساسي الصادر عن المؤتمر السادس للحركة . كيف هي الاستعدادات على مستوى حزبكم للرئاسيات المقبلة ، و هل لك أن تحيطنا علما بالخيارات المطروحة و متى تحسمون في المسألة ؟ نظرا للأولويات التي شغلت الحزب في المرحلة السابقة لإعادة ترتيب بيت الحركة فإننا لم نناقش بشكل عميق موضوع الرئاسيات و بالتالي تبقى رؤيتنا للمحطة المقبلة على الرغم من أهميتها للوطن و الحركة أن الحراك السياسي الحالي لا يشجع على جعلها محطة الأمل و التحول لمسار ديمقراطي حقيقي .و رغم ذلك فإن حسم الموضوع سيكون في إطار مجلس الشورى الوطني الذي سينعقد في غضون شهر فيفري بعد التشاور مع رئيس مجلس الشورى . تشرذم المعارضة يعرقل مساعي المرشح التوافقي ما موقفكم من مساعي بعض الأحزاب لتحقيق مشروع (مرشح المعارضة )في الرئاسيات المقبلة وهل أجريتم اتصالات مع تشكيلات سياسية لتجسيد هذا المشروع ؟ فكرة المرشح التوافقي للمعارضة صعبة التحقيق حسب الوضع السياسي الحالي خاصة بعد التشرذم الذي طال المعارضة لكثرة المبادرات و تعارضها احيانا و بالتالي فإن الحديث عن مرشح للمعارضة ليس مستحيلا لكن تحول دونه عقبات عديدة . أما بالنسبة للمساعي فليس بعد و نحن حديثي عهد بالقيادة و سيكون لنا تواصل في المستقبل القريب في إطار خيار الحوار الذي دأبت عليه الحركة مع مختلف مكونات الساحة الوطنية. ما رأيكم في مشروع قانون المالية 2019المصادق عليه مؤخرا، و على ضوئه كيف تتصورون العام الجديد من الناحية الاجتماعية و الاقتصادية ؟ قانون المالية لسنة 2019 اجتماعي مسكن لا يحمل حلولا للمشاكل الخطيرة التي آلت إليه الوضعية المالية للبلاد في ظل التبعية للمحروقات المتقلبة في السوق الدولية، فالبرغم من اعتماد سعر البرميل ب50دولار الذي يعتبر يومها حذر إلى أن تهاوي أسعار النفط ثانية و تراجع إحتياطي الصرف الذي قد يصل إلى 62مليار دولار في 2019 مع العلم أن 70 في المائة من احتياجاتنا مرتبطة بالعملة الصعبة وبهده الوتيرة فإننا نسير من الخطر إلى الأخطر لأننا لا نستطيع بعد ذلك طبع العملة الصعبة ولا حتى الاستدانة . و بما أننا عجزنا على إيجاد مداخيل خارج المحروقات طيلة هذه المدة التي كانت فيها الظروف المالية مناسبة ، تجعلنا نخشى سنوات عجاف تدخل البلاد لا سمح الله في وضعية تفرح الأعداء و تؤلم الأصدقاء.