تتحضر العائلات الجزائرية للاحتفال بعيد الربيع، الذي يكون خلال الأيام القليلة القادمة التي تتزامن ويوم 21 من شهر مارس، وذلك بتحضيرها لعدة أمور على غرار المأكولات الخاصة بالمناسبة، وسط عادات وتقاليد ارتبطت بالاحتفال بهذه المناسبة. تتحضر المدن الجزائرية للاحتفالات الخاصة لعيد الربيع، الذي يكون خلال شهر مارس، والذي يعتبر أهم الأعياد التقليدية ببعض الولايات، وتعتبر هذه المناسبة عيدا كبيرا للفرح والابتهاج، إذ تكون فيه تحضيرات خاصة في أجواء من المرح والسرور. ويعد إحياء عيد الربيع من بين التظاهرات القديمة الخاصة ببعض الولايات والتي تواظب على إحيائه خلال كل سنة، وتشهد أغلب ولايات الوطن وخاصة منطقة الهضاب العليا ومدن أخرى حركية غير اعتيادية للاحتفال بعيد الربيع وإحيائه، حيث تعمد بعض المناطق لإحيائه بكل حذافيره وهو ما ينطبق على الولايات الشرقية للوطن على غرار باتنة وبرج بوعريريج وسطيف، امتدادا إلى منطقة القبائل والمعروفة بإحيائها للمناسبة وفق عاداتها وتحضيراتها الخاصة. ويُعتبر عيد الربيع من أهم العادات التقليدية الشعبية في المجتمع الجزائري، ويحظى باهتمام الصغار والكبار، إذ تحول هذا الأخير إلى مناسبة حقيقية لدى غالبية العائلات الجزائرية عبر مختلف ولايات الوطن، ويتسم التحضير لاستقبال عيد الربيع بطابع خاص لدى العائلات بحيث تتفنن ربات البيوت في التحضير له مسبقا كإعداد الأغراض التي سترافقه من مأكولات وحلويات، وغيرها من الأمور التي هي جزء من المناسبة السعيدة التي لا تخلو من مظاهر الفرح والسرور، بحيث أن لهذه المناسبة أبعاد كثيرة في أوساط العائلات الجزائرية، إذ لا يقتصر الاحتفال بعيد الربيع على المساحات الخضراء والزهور والنباتات والاستمتاع بخضرة الطبيعة والأزهار وقضاء أوقات ممتعة بها، إذ ينفرد أيضا بتطبيق العادات والتقاليد المتوارثة منذ أجيال ومن عائلة إلى عائلة، إذ يعكس هذا الأخير ثقافة الجزائر التقليدية الواسعة والغنية. ولا يقتصر الأمر على هذا وذاك، إذ أن للمأكولات التقليدية التي ترافق مظاهر الاحتفالات والتي تعتبر جزء منه حاضرة هي الأخرى وبقوة، حيث الكل يتسابق هذه الأيام لشراء الدقيق والسمن والغرس وغيرها من المواد والتي تتوفر بالمحلات التجارية، حيث تحضر الأمهات والجدات مأكولات خاصة بهذه المناسبة، على غرار المبرجة أو كما يطلق عليها في مناطق أخرى الأبراج في منطقة الهضاب العليا والمدن الشرقية للوطن، إذ لا تفوت ربات البيوت تحضير الأبراج خلال عيد الربيع، وكذلك الرفيس الذي له حضوره أيضا خلال المناسبة والذي يضاف إلى الأبراج ، كما لا تفوت ربات البيوت تحضير البغرير والذي سيكون أيضا حاضرا خلال العيد، إذ توضع كل هذه المأكولات غداة يوم الربيع بداخل قفف صغيرة من البلاستيك أو الحلفاء ويُضاف إليها التمر والفواكه والحلويات المتنوعة، وسط أجواء من البهجة و السرور. ولا يتوقف الاحتفال بعيد الربيع عند حدود المجالس العائلية داخل المنازل، بل يمتد إلى تنظيم الخرجات الأسرية، حيث تقوم كثير من العائلات بنزهات ترفيهية في أمكنة خاصة تكون مزينة بالحشائش والأزهار، وتتميز بالمناظر الخضراء الخلابة والتي تكون متنفسا للعائلات غداة عيد الربيع أين يتم تناول ما لذ وطاب من المأكولات التي حضرت مسبقا، إضافة إلى اللعب في أجواء مشمسة وربيعية تستمر حتى غروب الشمس.