أقامت الطبعة ال18 لمعرض الدوحة الدولي للكتاب من خلال منبرها الفكري ندوته بعنوان (الأرشيف المنسي) حول علاقة الأرشيف والوثائق العثمانية عند كتابة تاريخ الدول العربية نشطها المؤرخ التونسي عبد الجليل التميمي. وأكد المحاضر على أهمية زخم الأرشيف العثماني حيث يمتلك الأتراك وثائق ضخمة تبلغ حوالي 150 مليون وثيقة تتناول العديد من تاريخ البلدان العربية والأجنبية، مضيفا أن نسبة 75 بالمئة من هذا الأرشيف يخص المنطقة العربية. ونوه بالمناسبة بأهمية الأرشيف كوثائق ومراجع للمؤرخين العرب (لا يقل أهمية عن الأرشيف البريطاني أو الفرنسي). وأضاف أنه رغم وجود جهود عربية لكشف أسرار هذه الوثائق والاستفادة منها، ولكنها مازالت ضئيلة كما لا يوجد تنسيق عربي في هذا الشأن، داعيا الباحثين والمؤرخين إلى الاستفادة من هذه الوثائق التي تغطي فترة تزيد على أربعة قرون من عمر المنطقة. وشدد المتحدث على أن التاريخ العربي هو (الخاسر عندما نلتفت عن هذه الوثائق). واستعرض التميمي تجربته الخاصة مع الأرشيف العثماني وجهوده في كشف المزيد من الوثائق عندما بدأ دراسته في الستينيات من القرن الماضي، كما أصدر المجلة التاريخية المغاربية عام 1974ي. وقد شارك في عدد من المؤتمرات الدولية في مطلع الثمانينات حول التاريخ العثماني من مختلف الجوانب، كما ساهم في انشاء مؤسسة بحثية خاصة للبحث التاريخي وخاصة العثماني، فضلا عن إصدار مجلات أخرى في هذا المجال. يذكر أن معرض الدوحة الدولي للكتاب هذا العام يتضمن برنامجا ثقافيا متنوعا بمشاركة 355 دار نشر تمثل 29 دولة عربية وأجنبية، وتستمر فعالياته حتى الخامس من ديسمبر الجاري.