الاقبال على قراءة الجرائد في شهر الصيام ، سلوك ايجابي يتكرر كل سنة يجعل ما يعرض منها ينفذ مع الساعات الأولى لضحى كل يوم ، وهذا ما يجعل عدد كبير من القراء الموسميين ، يتركون فراشهم مبكرا للحصول على نسخة من جريدتهم المفضلة ، وأمام الطلب الكبير فإن عددا كبيرا ممن يفتك النعاس بهم يضطرون مرغمين إلى تغيير العناوين التي يقرؤنها، حسب عدد من باعة الجرائد بمدينة قسنطينة و البلديات المجاورة لها. بهذا الصدد أكد البائع الذي ينشط في مدخل حديقة بن ناصر، وسط قسنطينة ، بأن الجرائد الرياضية في مقدمة ما ينفذ من الجرائد إلى جانب اليوميات الأكثر استقطابا للقراء ،فالزحف الكبير على القراءة يأتي على كل العناوين ، و تتخلف عادة بعض الجرائد السياسية ، وهذا قبل منتصف النهار ، فيما تنفذ العناوين الكبرى ساعتين قبل ذلك ، وهو ما أكده زميله ، الذي ضاعف سوق الاتحاد العام للعمال الجزائريين بدار النقابة لأن نقطة البيع في سورها ، وفي بقية الاكشاك فإن ذلك لا يحتاج إلى تأكيد لأن عرضها ينبئ بذلك. و أمام تزايد الطلب ، فإن بعض القراء ممن يهزمهم النوم نهار رمضان يدفعون مقابل ما يحتاجون من نسخ مسبقا ، مما جعل بعض أصحاب الأكشاك يفتحون قائمة بذلك ، و هؤلاء القراء لا يكتفون بعنوان واحد بل بعضهم يشترون أكثر من اثنين ، و السبب كما أكد جميع من تحدثنا إليهم يتمثل في غلق المقاهي و انعدام وسائل الترفيه خارج البيوت ،و الرغبة في ملء الفراغ خاصة و أن الكثيرين في عطل صيفية أو مرضية ، الظاهرة خلصت مسوقي الجرائد من حساب المرتجعات التي كانت تضيق عليهم بتكدّسها أكشاكهم. هذا و قد أكد عدد من القراء الموسميين، بأن طول نهار رمضان و الرغبة في قتل الوقت، يدفعانهم إلى التهام كل أركان الجرائد، وعلى الخصوص ما يتعلق بالصفحات الدينية والمنوعات، وكذا الصفحات الثقافية، لكن تبقى الصفحات الرياضية الأكثر مقروئية، إضافة إلى الكلمات المتقاطعة التي جعلت نسبة من قراء رمضان يحفرون ذاكرتهم، ويبحثون عما يملأ مربعاتها الفارغة بشكل فردي أو جماعي. ظاهرة القراءة الموسمية في رمضان تعد من السلوكات الإيجابية في المجتمع ، ما جعل البعض يتمنى أن يكون في السنة أكثر من رمضان ليتمكن هذا السلوك من التّحول إلى عادة راسخة ، لعله يعيد المكتبات التي تحولت إلى محلات للبيتزا إلى طبيعتها.