المنظمون يتفاءلون بتحقيق نتائج أفضل هذه السنة اتخذ اليوم المغاربي للتبرع بالدم جوا احتفاليا بقسنطينة طبعه الإقبال الكبير لأطفال المدارس الذي نجح عدد معتبر منهم في إقناع أوليائهم بالتقدم نحو دار الثقافة محمد العيد آل خليفة بهدف منح قطرات من دمائهم لبنك الدم. منذ الساعة التاسعة صباحا شهد رواق دار الثقافة تهافتا ملفتا للأطفال رفقة الأولياء يدفعهم الفضول لاكتشاف عمليات و مراحل نقل و تحليل الدم، من خلال أجنحة عرض علمية تضمنت مختلف الأجهزة التي لها علاقة بمجال تحليل الدم. الطفل بوهروم عبد الرؤوف( 11سنة) كان برفقة والده، بدت عليه البهجة و هو يتلقى شهادة تقديرية منحها إياه المنظمون امتنانا على تلبيته دعوة التبرع بالدم. و قال عبد الرؤوف الذي كان يجهل السن المسموح به طبيا لمنح الدم، أنه لم يجد صعوبة في إقناع والده بمرافقته و منح بعض من دمه ،لأن الوالد من المتبرعين المنتظمين ،و أضاف أنه مستعد للتبرع بدمه بمجرّد بلوغه سن الثامن عشر. الطفلة الحد ناريمان تلميذة بإكمالية فاطمة نسومر التي كانت برفقة صديقتها لينا قالت أنهما انتهزا فرصة تواجد والديهما بالمكان المخصص للانتظار و راحتا يتجولان بين أجنحة العرض للتعرف أكثر على عالم نزع و نقل و تحليل الدم. و قالت ناريمان أن هذا المجال مغري و تتمنى العمل فيه مستقبلا. أحلام صاحبة السبع سنوات سحبت والدتها من يدها و هي تردد "ماتخافيش و الله ما يوجعوك" أسرت للنصر أنها ترغب في الحصول على جائزة و شهادة تقديرية لذا فهي لن تكتفي بإقناع والدتها بل سترجع للبيت لإحضار والدها. و قد تحول رواق دار الثقافة محمد العيد آل خليفة إلى شبه ناد طبي للصغار حيث بدا الفضول على الأغلبية من خلال حماسهم الجلي في طرح الكثير من الأسئلة على القائمين على أجنحة العرض. و ذكرت الدكتورة بوبقيرة الطبيبة المسؤولة عن الدم بقسنطينة بأن مبادرة إشراك الصغار في اليوم المغاربي للتبرع بالدم تعتبر الأولى على المستوى الوطني، مؤكدة رغبتهم في غرس ثقافة التبرع بالدم في الأجيال الصاعدة بالإضافة إلى تأكدهم من قدرة الصغار على إقناع الأولياء و بالتالي سيكونون رابطة خير بين الأولياء و الآباء. و قالت أنها متفائلة في تحقيق نتائج أحسن من السنوات الماضية لأن الإقبال كان معتبرا منذ الساعة الأولى لانطلاق عملية التبرّع. و ذكرت محدثتنا بأن الرقم القياسي في جمع الدم حتى الآن قدر ب36ألف تبرع، مشيرة إلى الحالة الصحية الجيدة للمتبرعين و التي أكدتها نتائج التحاليل التي لا تسجل حالات التهاب الكبد الفيروسي بكل أصنافها إلا نادرا جدا حسب تقديرها. و كعادته حضر فلاح رشيد 68سنة أحد أكبر المتبرعين بالدم بمدينة قسنطينة للحديث عن تجربته و حث الزوار على التبرع من أجل إنقاذ حياة الآخرين. وقال المتبرع أنه يعد من أكبر المتبرعين من حيث عدد مرات التبرع التي تجاوزت ال120مرة بمعدل ثلاث إلى أربع مرات في السنة. و أضاف المتبرع الذي عمل في مجال الحدادة بأنه اكتسب رغبة مساعدة الآخرين و لو بقطرة دم من خلال نشاطاته بالكشافة الإسلامية التي لا زال حتى اليوم يساعد الأفواج الجديدة في تنظيم حملات التبرع بالدم من حين إلى آخر. و ذكر بأنه من هواة ممارسة كل أنواع الرياضة، و يحرص اليوم على المشي مسافات طويلة من أجل الحفاظ على سلامة جسمه. و استرسل قائلا أنه يحترم وجبات الغذاء و الرياضة و هو سر تمتعه بصحة جيدة. مريم/ب