قللت من آثار نقص اليد العاملة

محطات إنتاج الخرسانة تقضي على أزمة مواد البناء بقالمة
تدعم قطاع البناء و الأشغال العمومية بقالمة بمحطات جديدة لإنتاج الخرسانة بدأت تشتغل بقوة محدثة تغيرا جذريا في طرق كلاسيكية قديمة تشكل متاعب كبيرة للناشطين في قطاع البناء بسبب النزيف الحاد بقطاع العمالة المحلية.
و تنتشر المحطات الجديدة بعدة بلديات قريبة من عاصمة الولاية و تقدم خدماتها لشركات البناء و المواطنين الذين ينجزون مساكنهم الخاصة و مشاريعهم الاستثمارية عبر تراب الولاية، و تعتمد المحطات على تجهيزات متطورة و وسائل نقل قادرة على حمل أطنان من الخرسانة إلى أبعد نقطة بالولاية. و لم يعد المواطنون و شركات البناء بقالمة في حاجة إلى جلب أطنان من الرمل و الحصى و الاسمنت لصناعة الخرسانة بمواقع البناء حيث يكفي ضبط الحاجيات و تقديم الطلبات إلى محطات الإنتاج للحصول على الحجم المطلوب بدقة عالية و جودة يتحكم فيها مهندسون و أنظمة رقمية متطورة هامش الخطأ فيها يكاد يكون معدوما مقارنة بالطرق التقليدية المتعبة و المكلفة للجهد و الوقت. و تتوفر محطات إنتاج الخرسانة بقالمة على شاحنات تعرف بالشاحنات الخلاطة تتسع لأكثر من 6 أمتار مكعبة من الخرسانة الجاهزة ترافقها شاحنات أخرى تحمل مضخات عملاقة و أنابيب ضخ قادرة على الوصول إلى أكبر عدد من الطوابق.
و لا يحتاج النظام الجديد إلى يد عاملة كثيرة و خاصة بمواقع البناء، حيث يمكن لسائق الشاحنة الخلاطة و مشغل نظام الضخ سكب الخرسانة على سطح المبنى أو الأساسات و الأعمدة و جدران الإسناد بدقة عالية عن طريق علبة التحكم عن بعد توجه الخراطيم الطويلة و تزيد من قوة تدفق الخرسانة و توقفها كلما دعت الضرورة لذلك.
و تقدم محطات إنتاج الخرسانة شهادات جودة للخرسانة المطلوبة سواء تعلق الأمر بمقاومة الضغط و نسب الاسمنت و الحصى و الرمل و تركيز المياه أو ما يعرف بدرجة التماسك المثالي على مقياس "أبرام". و بدأت أكوام الرمل و الحصى و أطنان الاسمنت تختفي من ورشات البناء و شوارع الأحياء السكنية بعد دخول المحطات مرحلة الخدمة، و لم يعد المواطنون في حاجة إلى تكديس مواد البناء و إغلاق الشوارع و الطرقات و جلب عدد كبير من العمال لتغطية سقف منزل بالخرسانة، حيث يكفي تقديم طلب و تسديد الثمن المتفق عليه للحصول على الخرسانة و شاحنات الضخ العملاقة التي عوضت المضخات اليدوية التقليدية و الرافعات التي تتطلب فضاء كبيرا للمناورة و تأدية مهامها. و كانت سلطات قالمة قد دعت في وقت سابق المستثمرين الخواص إلى بناء محطات متطورة لإنتاج الخرسانة و القضاء على مشاكل تكدس مواد البناء بالورشات و الأحياء السكنية، و استجاب بعض المستثمرين للطلب، و حققوا الحلم الذي انتظره السكان و شركات البناء منذ سنوات طويلة.