رغم فوائده الصحيّة إلا أن عرضه محدود بالمحلات التجارية: صائمون يفضلون استهلاك لحم الأرانب في رمضان

يعتبر شهر رمضان، من الأشهر التي تفتح الشهية للبحث و تجريب الكثير من المنتجات الاستهلاكية، و على رأسها اللحوم، سواء كانت الحمراء أو البيضاء التي تدخل في تحضير مختلف الأطباق التي تزين مائدة إفطار الصائم.
و يعد لحم الأرنب من بين اللحوم التي يكثر البحث عنها بالوادي خلال شهر رمضان، سواء بدافع الاشتهاء و الرغبة في تجريب العديد من الأطباق، أو بدافع صحي، خاصة بالنسبة لأصحاب بعض الأمراض المزمنة الذين يحتاجون إلى حمية غذائية متوازنة.
و أكد عدد من المربين و المهتمين بتربية الأرانب بالوادي للنصر، أن توفر ظروف مناخية معتدلة هذا الموسم، عكس السنوات الفارطة التي تزامن رمضان مع موسم الحر، مكنهم من توفير لحوم الأرانب لزبائنهم الذين تضاعف عددهم في الشهر الفضيل، خاصة المرضى، الملزمين بحمية غذائية صحية. قال لمين زاوي، مربي و بائع أرانب من بلدية الرقيبة، أنه استطاع تخصيص مساحة لتربية الأرانب بمزرعته، مع توفير الرعاية اللازمة لها، و استقطاب عدد من الزبائن، خاصة في الشهر الفضيل، حيث يقصدونه يوميا من أجل شراء لحم الأرانب، بعد أن يقوم بذبحها وتنظيفها و تسليمها جاهزة لهم، مشيرا الى أنه يبيع أرانب يتراوح عمرها بين 10 إلى12 أسبوع، و وزنها بين 1 كلغ، و 2.2 كلغ. أما محمد.ج ، 25 سنة، من بلدية العقلة، فأكد أنه رغم مردوديتها الضعيفة، مقارنة بتربية بعض أنواع الدواجن و المواشي، إلا أنه أحب و مارس تربية الأرانب منذ الصغر، برفقة والده، خاصة في شهر رمضان، حيث كانت تتربع لحوم الأرانب على مائدة الإفطار و تزيح في الغالب بقية أنواع اللحوم. كل هذه المعطيات دفعته لتخصيص زاوية من مزرعته لتربية ما يزيد عن 10 إناث، وفرت له هذه السنة، حوالي 100 أرنب لا يتجاوز عمرها 03 أشهر، يقوم ببيعها مباشرة لزبائن دائمين، أغلبهم، يقتنوها لبعض أفراد عائلاتهم المرضى. و أوضح ناصر. ج، من بلدية الوادي، أنه بعد إصابته بمرض مزمن، نصحه الأطباء بتجنب استهلاك، قدر المستطاع، بعض اللحوم، التي قد تتسبب في ارتفاع ضغطه الدموي، ما جعله يبحث عن بعض اللحوم المناسبة لحالته الصحية، على غرار الأسماك و الأرانب، و يشتري هذه الأخيرة مباشرة، من بعض المربين ببعض بلديات الولاية، لأنها ناقصة بمحلات ببيع اللحوم، و إذا توفرت تنفد بسرعة، خاصة في شهر رمضان. في حين قال العربي بن علي، أن رغبته في تجريب العديد من الأطباق خلال الشهر الفضيل، جعله يشتري أرنبين من إحدى المساحات التجارية، خلال الأسبوع الأول من رمضان، بسعر 1000دج للكيلوغرام الواحد، مشيرا إلى قلة اهتمام أصحاب المتاجر بهذا النوع من اللحوم، رغم قيمته الغذائية و فوائده الصحية، لمختلف الفئات العمرية، من بينها الأطفال الصغار . يذكر أن المختصين في التغذية و الأطباء ينصحون بتناول لحم الأرنب، لأنه غني بالعناصر الغذائية التي يحتاجها جسم الإنسان، إذ يحتوي على كميات أكثر من البروتينات سريعة الهضم، و نسبة أقل من الدهون، عكس الكثير من أصناف اللحوم الأخرى، التي تحتوي على بروتينات صعبة الهضم.