أجمع يوم الإثنين بالبليدة العديد من الخبراء و الباحثين في مجال الطاقة أن الجزائر سجلت خلال السنوات الأخيرة "ارتفاعا كبيرا" في حجم استهلاك الطاقة محذرين من انعكاسات هذه الوضعية على الإقتصاد الوطني مستقبلا. و أوضح الخبير في مجال الطاقة كمال آيت شريف لوأج على هامش فعاليات يوم دراسي حول"اقتصاد الطاقة" احتضنته المدرسة الوطنية العليا للري أن "حجم استهلاك الطاقة بالجزائر ارتفع من 17 مليون طن سنة 2005 إلى 58 مليون طن سنة 2017" و هو الرقم المرشح - حسبه- للإرتفاع في آفاق سنة 2022. و قال السيد آيت شريف أن "نسبة استهلاك الغاز الطبيعي تمثل 37 بالمائة من اجمالي الطاقة المستهلكة تليها الطاقة الكهربائية بنسبة 28 بالمائة ثم البترول ب25 بالمائة" . و حذر ذات المتحدث من أن الجزائر تصنف من "بين أولى الدول الأكثر استهلاكا للطاقة بمختلف أنواعها" محذرا من انعكاسات هذه الوضعية على الإقتصاد الوطني على اعتبار أن حجم الطاقة المنتجة "سيعادل تلك المستهلك مستقبلا و هذا في حالة استمرار هذه الحالة" على حد تعبيره. و يرى السيد آيت شريف أن الحل الأمثل للخروج من هذه الوضعية يتمثل في الإتجاه نحو استخدام الطاقات المتجددة خاصة في ظل انخفاض تكلفتها مقارنة مع السنوات الماضية. و في هذا السياق أكد الباحث بوحدة تطوير الطاقة الشمسية ببوسماعيل (تيبازة) صادق أوقود أن استعمال الطاقات المتجددة بالجزائر "جد محتشم" بحيث لا تتعدى -كما قال- نسبة 2 بالمائة مؤكدا هو الآخر على ضرورة الإتجاه نحو استخدام التقنيات الحديثة التي "توفر الطاقة و المال في نفس الوقت". من جهة أخرى استعرض الباحث أوقود تقنية اقتصادية حديثة يجرى تطويرها على مستوى وحدة البحث ببوسماعيل و المتمثلة في جهاز تطهير المياه المستعملة الذي يقوم بمهام عدة أجهزة مجتمعة مع اقتصاد أقل للطاقة الكهربائية. للإشارة فقد تم على هامش هذا اليوم الدراسي الذي بادرت إلى تنظيمه المدرسة الوطنية العليا للري تنظيم معرض تضمن صورا تحكي الإفراط في استعمال الطاقة مع تقديم البديل المتمثل في الإعتماد على الطاقات المتجددة.