يتوجه حوالي 5ر7 مليون ناخب في كوت ديفوار غدا السبت، في انتخابات رئاسية، وسط مخاوف بتصعيد الاضطرابات التي خلفت لحد الان عشرات القتلى و الجرحى ، فيما دعت المعارضة لمقاطعة العملية الانتخابية، و الى "عصيان مدني". ويتنافس في الاستحقاق الرئاسي، أربعة مترشحون أبرزهم ، الحسن واتارا (78 عاما)- الرئيس المنتهية ولايته -الذي يسعى الى الظفر بعهدة رئاسية ثالثة- الى جانب الرئيس الأسبق هنري كونان بيديه (86 عاما) ، زعيم (الحزب الديموقراطي لكوت ديفوار) ، وباسكال أفي نغيسان (68 عاما) (الجبهة الشعبية الإيفوارية)، و بيرتين كواديو كونان /51 عاما/ مترشح مستقل ، منشق عن (الحزب الديموقراطي لكوت ديفوار). وتجري عملية التصويت في أكثر من 22 ألف مركز اقتراع ، بدء من الساعة السابعة صباحا الى غاية الساعة الخامسة مساء بالتوقيت المحلي. وتحسبا للحادث الانتخابي، جندت السلطات الايفوارية حوالي 35 ألف من عناصر قوات الأمن لضمان سير الاقتراع. وتصاعدت وتيرة العنف مع اقتراب موعد الانتخابات، في ظل مخاوف من انزلاق البلاد نحو الحرب أهلية، حيث تشير تقارير، بأن 10 أشخاص على الأقل قتلوا خلال الأسبوع المنصرم، خلال صدامات وعنف انتخابي ، بينما تحدثت مصادر إعلامية عن مصرع أكثر من 30 شخصا في صدامات انتخابية منذ أغسطس الماضي. وتبادل أنصار رئيس البلاد الحسن واتارا ومعارضوه، المسؤولية عن العنف، فيما دعت المعارضة أنصارها إلى تنفيذ "عصيان مدني" ، ومقاطعة الانتخابات، بينما قال واتارا إن المعارضة تسعى ل"تأزيم" الوضع. وفي مؤشر إلى تصاعد التوتر ، تعرض موكب الأمين العام لرئاسة كوت ديفوار باتريك أشي- أحد مديري حملة الرئيس الحالي الحسن واتارا-، لهجوم مساء أمس، قرب "أغباو" (150 كلم شمال العاصمة أبيدجان) من دون وقوع إصابات، وفقا لما أعلنه مصدر أمني ، وأحد المقربين منه. إقرأ أيضا: كوت ديفوار: تجدد المظاهرات الرافضة لترشح وتارا على بعد أيام من موعد الانتخابات وقال ذات المصدر في تصريح صحفي ، "تعرض موكب باتريك اشي لطلقات نارية من قبل مجهولين بأسلحة آلية قرب "أغباو" حيث ، عقد اجتماعا في اطار الحملة الانتخابية". وتثير الانتخابات في كوت ديفوار -أكبر منتج للكاكاو في العالم - و- التي أصبحت المحرك الاقتصادي لمنطقة غرب إفريقيا الناطقة بالفرنسية، بعد عشر سنوات من النمو القوي-، مخاوف من حدوث أزمة جديدة في منطقة الساحل الافريقي التي تواجه تحديات أمنية و اقتصادية ، و اجتماعية. ومنذ شهر أغسطس الماضي يشهد البلد -الذي يبلغ تعداد سكانه 25 مليون نسمة ويضم حوالي 60 مجموعة عرقية وملايين المهاجرين -، سلسلة من الاضطرابات السياسية والعرقية ، التي أدت إلى سقوط نحو ثلاثين قتيلا في مناطق عدة. ويرى مراقبون أن ثمة مخاوف من حدوث أزمة كبيرة في كوت ديفوار بعد عشر سنوات من أزمة ما بعد الانتخابات الناتجة عن الانتخابات الرئاسية لعام 2010، والتي سقط فيها 3 آلاف قتيل ، في أعقاب رفض لوران غباغبو رئيس البلاد انذاك / ما بين عامي 2000 و 2010 / ، الاعتراف بهزيمته أمام الحسن واتارا. وفي هذا السياق، قالت وينديام لانكواندي -من مركز الأزمات الدولية - ،"سيكون من الصعب جدا الحفاظ على النظام ، إذا كانت الاشتباكات بين ناشطي المعارضة ،والسلطة تستند على الانقسامات العرقية والإقليمية". يشار إلى أن الرئيس المنتهية عهدته واتارا قد انتخب رئيساً للبلاد عام 2010 ، وأعيد انتخابه لولاية ثانية عام 2015، وأعلن في شهر مارس الماضي أنه لا يريد ولاية رئاسية ثالثة، قبل أن يغير رأيه في أغسطس الماضي، بعد الوفاة المفاجئة لرئيس وزرائه أمادو غون كوليبالي الذي كان من المقرر أن يخلفه. ويحدد دستور كوت ديفوار ولاية الرئيس بعهدتين، لكن حكماً صادرا عن المجلس الدستوري قضى بأن الإصلاحات التي أقرت عام 2016 "تسمح " لواتارا بالترشح مجددا، لكن المعارضة رفضت الامر ، و اعتبرته "غير دستوري". ويحتاج المرشح الحصول على 50 بالمائة على الأقل من الأصوات للفوز بالجولة الأولى، والتي من المتوقع صدور نتائجها بعد ثلاثة أيام من التصويت. ومن المقرر ان يجرى الدور الثاني من الانتخابات يوم أخر سبت من شهر نوفمبر المقبل.