لم يستوعب الجزائريون بعد ما حصل مع فريقهم الوطني الذي مني بخسارة ثانية، ليلة أول أمس، كانت سبب مغادرته المنافسة مبكرا وتوديع الكان في محطته الأولى. وبين محمّل المسؤولية للمدرب الذي رأى الكثيرون أنه أخطأ في اختيار اللاعبين واعتمد تكتيكا خاطئا، هناك من رأى بأن ما حصل كان متوقعا، خاصة وأن المدرب الوطني كان قد صرح “لا تستغربوا إذا أقصينا في الدور الأول"... ما حصل كان مفاجأة لم نستوعبها بعد.. لا نملك مدربا لذلك كنا أول فريق يغادر المنافسة.. لو كان اللاعبون يؤمنون بالألوان التي يحملونها لما حصل معنا هذا.. إنها مهزلة بأتم معنى الكلمة... التحكيم أيضا لعب دورا ويجب محاسبة من أداروا المباراة...هذه هي كرة القدم ربح وخسارة لكن ما حصل لفريقنا استثناء لأننا نملك من الإمكانيات الكثير.. هذه هي نتيجة الثقة التي تم وضعها في مدرب أظهر فشله في الكثير من المرات لكن بقي دائما على رأس الفريق... هي عباراة وأخرى جمعتها “الجزائر نيوز"، صباح أمس، على ألسن مواطنين التقتهم ببعض أحياء مدينة قسنطينة التي كان الحديث وسط أهاليها عن موضوع واحد اشترك فيه الجميع وهو إقصاء الفريق الجزائري والخسارة غير المتوقعة التي مني بها، مساء أول أمس، “طارق" وهو شاب في العقد الثالث من عمره قال “بعد الخسارة أمام تونس كنا ننتظر انتفاضة من رفقاء لحسن والفوز بنتيجة عريضة على الفريق الطوغولي لكن حدث العكس، وهو أمر كان مستبعدا تماما لأن ثقتنا كانت كبيرة في لاعبينا حتى ولو أن المدرب الحالي لم يقنعنا أبدا". ومثل هذا الموقف كان لسان حال العديد ممن التقيناهم، حيث حمّلوا المدرب مسؤولية الخسارة والإقصاء على غرار “مولود" وهو كهل في العقد الخامس من عمره، حيث قال “تاريخ حاليلوزيتش يعرفه العام والخاص واستقدامه إلى الفريق الوطني كان خطأ كبيرا، وما أتمناه هو ألا نحمّله المسؤولية وحده بل يجب محاسبة من قاموا باستقدامه أولا"، أما “توفيق" وهو طالب جامعي فقال “الخسارة يتحملها الجميع من مدرب ومسؤولين ولاعبين لأنهم لو كانوا حقيقة يريدون الفوز وتشريف الكرة الجزائرية وإفراح الأنصار لتسنى لهم ذلك لأنه ليس بالشيء المستحيل خاصة وأنهم واجهوا فرقا في المتناول والفوز عليها أمر سهل". وبعيدا عن العاطفة التي طغت على تصريحات السواد الأعظم ممن التقيناهم، أهل الاختصاص عددوا جملة من النقاط قالوا إنها كانت السبب في الهزيمة، وفي ذات الصدد قال “معتز" وهو لاعب كرة قدم “المدرب هو من يتحمل المسؤولية كاملة لأنه وضع تكتيكا فاشلا، حيث أن السيطرة لم تأتِ بالفاعلية، يضاف لذلك أنه اختار لاعبين غير مؤهلين، الأمر الذي استغله المنافس خاصة على مستوى خط الدفاع، وافتقار لاعبينا للمهارات ولجوء المدرب إلى تغييرات فوضوية دفعة واحدة لم تنجح في إحداث الديكليك المطلوب". من جهة أخرى، لم يهمل من تحدثنا إليهم الدور الذي لعبه التحكيم في إقصاء الفريق الجزائري وحملوه جزءا من المسؤولية، خاصة وأن حكم اللقاء حرم رفقاء بزاز من ثلاث ضربات جزاء شرعية، “كريم" وهو موظف قال “لا يجب أن ننسى أن فريقنا واجه جبهتين، الأولى تتمثل في الفريق الطوغولي والثانية في حكام اللقاء الذين حرموا لاعبينا من ثلاث ضربات جزاء شرعية وتحويل مسار اللعب للفريق الطوغولي، لكن هذا لا يمكن أن يلغي الأخطاء التي ارتكبها المدرب واللاعبون على حد سواء". العاصمة.. الخيبة في جولة قادتنا، صبيحة أمس، إلى شوارع العاصمة لاستطلاع رأي العاصميين حول الخسارة، لاحظنا الحسرة الكبيرة البادية على وجوه معظم متتبعي المنتخب الوطني، وفي دردشة مع “كمال" صاحب مقهى في شارع “ديدوش مراد" عبر عن خيبة أمله وقال “بهدلوا بنا"، مرجعا سبب الخسارة إلى الحكم “حرمنا من ضربتي جزاء"، ليتدخل بعدها “أحمد" الذي يشتغل محامي بالقول “خسارة الدراهم برك"، مضيفا “مرضوا الشعب والله ما يحشموا". أما “نبيل" الذي يعمل في مؤسسة عمومية، فقد أرجع سبب الخسارة إلى الناخب الوطني بالدرجة الأولى الذي اختار تشكيلة ناقصة الخبرة، وقال “كون داو سطيف خير" يقصد وفاق سطيف، مضيفا أن المدرب السابق رابح سعدان أفضل منه بكثير. سألنا عمي “أحمد" الذي كان جالسا بالقرب من مستشفى “مصطفى باشا"، فأجاب “الدراهم اللي صرفوهم كون دارو بيهم حاجة أخرى خير". أما الطالب “أيوب" الذي يدرس في ثانوية “الإدريسي"، فقال “شكون لي ما زال يلعب على ليزال" يقصد الأجنحة، وأضاف “حاليلوزيش لم يستدعِ صانع ألعاب حقيقي مثل جابو أو عبدون". أما رواد موقع التواصل الاجتماعي فايسبوك، فقد عبر جلهم عن الخسارة بطريقتهم الخاصة عن طريق الصور والتعاليق الساخرة مثل “أول منتخب يصل إلى جنوب إفريقيا وأول منتخب يغادرها"، “دعاوي غزال"، “ما فاد لا العربي لا القاوري، نحبسوا بالون وخلاص". روبورتاج: عبد الكريم لونيس/ سيد علي شربال (ص. م)