كلما كذب بينوكيو يصبح أنفه طويلا، وعمار غول الذي لم يرتح دقيقة عن القول إنه أصبح معوّلا عليه في العهدة الرابعة. فعل كذلك فعلة بينوكيو عندما أخبر كل الجزائريين من خلال وسائل الإعلام أن الرئيس بوتفليقة سحب ملف ترشحه، وها هو وزير الداخلية يكذّب كلامه جملة وتفصيلا ويدلي بصريح العبارة أن الرئيس بوتفليقة لم يسحب ملف الترشح.. والغريب أن وزير الداخلية قال ذلك في حضور غول الذي طأطأ رأسه ولم يقل شيئا، بل حتى أنفه المفلطح الذي قاوم لأن يبقى في مكانه ثابتا تحرك، ولست أدري إن انتبه الصحفيون إلى ذلك أم لم ينتبهوا، لكنني رأيت أنفه المفلطح، يطول ويطول ويطول وحاول عبثا غول أن يتحكم في أنفه الذي أصبح يتمطط كالمطاط ليصل إلى باب البرلمان الخارجي وكأنه أصبح مستقلا عن وجه غول، وراح يتمطط ويتمدد كشيء غريب وهو يتجه نحو ساحة البريد المركزي، بحيث راحت النساء تطل من البالكونات وهي تنظر إلى الأنف المتحرك.. والبعض من الشباب تزاحموا أمام مقر البريد المركزي وهم يأخذون بجنبه صورا مثيرة وتجمّع الناس وهم مشدوهون يتساءلون عن الأنف العظيم فقالت لهم إحدى الصديقات السابقات لغول "إنه أنف صديقي سابقا، غول".. فقال لها أحدهم: "ومتى كان لغول الإسلامي صديقة؟!"، فضحكت الصديقة السابقة وهي تقول لهم "إنكم لا تعرفون صديقي غول سابقا لقد وعدني بأن أكون زوجة جديدة له، لكنه ضحك علي مثلما ظل يضحك على كل من وضعوا فيه الثقة، لكن هذه المرة انتقم منه الله ببلعيز عندما كذب تكذيبا وجعل من أنفه يفضحه وهو يسير لوحده في العاصمة كلها..".