بعزيمة وتحدي تمكن الطالب "بوشمال السعيد" ابن مدينة حاسي بحبح من تحقيق نجاح مميز في شهادة البكالوريا دورة سبتمبر 2020، أين تحصل عليها بتقدير جيد بمعدل 15.48 ضمن شعبة آداب وفلسفة، وما يزيد في قيمة هذا النجاح هو أن السعيد كفيف فاقد للبصر منذ سنوات ومع ذلك و باصرار وعزيمة استطاع أن يحجز لنفسه مكانة ضمن كوكبة الناجحين و يزاحم المبصرين حتى في حصد معدل كبير، أفرحه وأفرح عائلته من حوله. وعن مسيرته، يؤكد بوشمال السعيد الذي ولد في 12 أفريل 1995 بحاسي بحبح أنه درس بابتدائية كربوعة سالم لينتقل إلى متوسطة الشهيد القندوز التي توج مرحلتها بنيل شهادة التعليم المتوسط بمعدل 13.78 دورة جوان 2011، لينتقل إلى مرحلة الأولى ثانوي لتشاء الأقدار أن يتوقف عن الدراسة مع بدايات تسجيله بسبب فقده للبصر نهائيا. وعن سبب مرضه يضيف محدثنا أنه فقد البصر بعينه اليسرى في السنة الثالثة ابتدائي نتيجة تعرضها لإصابة بسلك، وبقي يرى بعين واحدة ومع السنة الثالثة متوسط بدأت عينه اليمنى تضعف بسب عدوى اليسرى لها، ليفقد حبيبتاه مع بدايات المرحلة الثانوية، ليتوقف عن الدراسة تماما لمدة 6 سنوات، ليفتح الله عليه بختم القرآن الكريم خلال تلك الفترة برواية حفص عن نافع حيث كان يستمع لعدد من المقرئين وخاصة الشيخ سعد الغامدي وذلك من خلال تسميع نفسه عن طريق السماع ثم الحفظ بإعادة التسجيل. ثم ليدور بخلده الحنين إلى الدراسة ومعاودة تجربة النجاح فالتحق بالتعليم عن بعد وسجل موسم 2017/2018 في قسم السنة الأولى ثانوي شعبة آداب وفلسفة وتمكن من اجتياز السنوات بنجاح وصولا للسنة الثالثة، حيث اجتاز امتحان شهادة البكالوريا بمتوسطة الشيخ الطاهر بمدينة مسعد. وعن طريقة تحضيره لهاته الشهادة فأكد السعيد أنه كان يعتمد على تسجيلات الدروس من طرف بعض أصدقائه خاصة في مواد الفلسفة والاجتماعيات والشريعة، أما في مادة الرياضيات فاتبع طريقة حلول شهادات البكالوريا من دورة 2008 إلى غاية 2019، أما بالنسبة للأدب العربي فاستعان باليوتيوب فيما يتعلق بشق البلاغة والنحو ومتابعة دروس السنة الثالثة بها، فيما اعتمد على الحفظ فيما يتعلق بالجانب النقدي. وبالنسبة للفرنسية والانجليزية فاعتمد على حفظ بعض التمارين بها مع تأكيده على استعماله الحفظ في الإجابة على بعض تمارينها. وعن طموحه في الجامعة فأكد على أنه كان يريد التسجيل في قسم الشريعة الإسلامية بالأغواط أو تخصص أدب ومع حصوله على هذا المعدل الكبير، فهو يبحث الآن عن التسجيل بالمدرسة الوطنية لتكوين إطارات الشؤون الدينية بدار الإمام بالمحمدية. وبهذا يؤكد الشاب السعيد أنه بالعزيمة والإرادة والتحدي يمكن تجاوز العقبات وتحقيق ما يطمح إليه المرء، فقط عدم اليأس وتسطير الأهداف والعمل عليها والتي حتما ستأتي ثمارها تباعا. الشاب "السعيد بوشمال" رفقة صحفي الجلفة إنفو