أكد الامين العام لمجلس الشورى لاتحاد المغرب العربي، السعيد مقدم، أمس، بالجزائر العاصمة، على أهمية تعزيز جسور التعاون بين دول المنطقة المغاربية، معتبرا أن بناء الصرح المغاربي «ضرورة حتمية» لمواجهة مختلف التحديات الامنية والاقتصادية في عصر يتسم بالتكتلات الجهوية والاقليمية. وأوضح مقدم في تصريح للصحافة على هامش ندوة نظمت بمناسبة احياء ذكرى مجازر ساقية سيدي يوسف (8 فبراير 1958) أن «بناء الصرح المغاربي الذي هو مشروع حضاري استراتيجي، أضحى ضرورة في ظل مرحلة تميزها التكتلات الجهورية والقارية والتكامل بين مختلف الاقتصاديات»، وهو ما يتطلب —مثلما قال— «تعزيز جسور التعاون بين دول المغرب العربي، سيما في ظل تفشي العديد من الظواهر كالإرهاب وانتشار شبكات الاجرام». واعتبر نفس المسؤول أن هذه المخاطر تستدعي من الدول المغاربية «تعزيز تعاونها وتكثيف جهودها في اطار شراكة متوازنة مبنية على منظومة أمنية واقتصادية». وذكر مقدم بالمناسبة أن «الدول المغاربية، اضافة الى التهديدات الامنية، تعاني من مشكل الأمن الغذائي وتفشي البطالة التي تجاوزت نسبة 28 بالمائة من سكانها التي يمثل نسبة الشباب فيها أزيد من 52 بالمائة». وبالمناسبة، أكد المتحدث أن إحياء ذكرى أحداث ساقية سيدي يوسف التي امتزجت فيها دماء الشهداء الجزائريين والتونسيين تشكل «رسالة إصرار على ضرورة تطوير العلاقات بين شعوب الدول المغاربية». وأضاف أن أحداث ساقية سيدي يوسف عجلت بانعقاد مؤتمر طنجة في أفريل 1958 وسقوط الجمهورية الفرنسية في مايو من نفس السنة والاعلان عن تأسيس الحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية في سبتمبر 1958.