تختبأ بين جنبات المجتمع قصص تختلف تفاصيلها من حالة إلى أخرى، تروي أحداثها معاناة ذوي الاحتياجات الخاصة الذين أرهقتهم الاعاقة من جهة، والمفهوم الضيق والنظرة التي تقلل من شأنهم في مجتمع لا يرحم، ويضطهد كثيرا هذه الفئات الباحثة عن افتكاك مكانتها بين الأصحاء. المفهوم الضيق للإعاقة والنظرة السلبية لمن يعانون منها في المجتمع، دفع بالكثير من العائلات الى حرمان أبنائهم من ذوي الهمم من أبسط حقوقهم في المجتمع ك "التعليم، العلاج وحتى العمل"، حيث تتعمد اخفائهم عن الانظار من أجل إبعاد نظرة الشفقة، وحتى توجيه أصابع الاتهام لهم والتي يمكن أن تؤثر على جميع أفراد العائلة. ما يزال الكثيرون يعتبرون الإعاقة أحد طابوهات المجتمع التي لا يمكن الاعلان والكشف عنها، وهذا ما أكّده رئيس اللجنة الاجتماعية على مستوى المجلس الشعبي الولائي بتيزي وزو اسماعيل بن حامنة، والذي صرّح أن غياب الخريطة الموثوقة لعدد حالات المصابين بالإعاقة او ذوي الهمم بتيزي وزو أثّر سلبا على عملية إحصائهم. وأشار إلى أن عدد الحالات المسجلة حاليا لا تعطي الارقام الحقيقية لعدد المصابين بمختلف الاعاقات، وبالتالي يحرمون من أبسط حقوقهم التي توفرها المصالح الاجتماعية، لجان القرى وحتى الجمعيات الناشطة في هذا المجال، حيث صرح أن عدد المعاقين ذهنيا بتيزي وزو تعدّى 15 ألف معاق، وفي أعمار مختلفة يحتاجون رعاية خاصة البالغين منهم، والذين لا تكفيهم منحة 12 ألف دج التي يتقاضونهم لغلاء المعيشة وحاجاتهم لرعاية خاصة. في ذات السياق، أبرز المتحدث ضرورة فتح مراكز اعادة التأهيل على مستوى مختلف المؤسسات العمومية الاستشفائية بمختلف البلديات والدوائر لتخفيف الضغط عن المستشفى الجامعي "نذير محمد " بتيزي وزو، الى جانب امضاء اتفاقيات مع العيادات الخاصة من اجل اعادة تأهيل هذه الفئة وادماجها مجددا في المجتمع. مسؤولو مديرية النشاط الاجتماعي والتضامن بتيزي وزو، صرحوا أنه قد تم احصاء حوالي 32 ألف و490 معاق على مستوى ولاية تيزي وزو، من بينهم 11 ألف معاق بنسبة 100 بالمائة، أكثرهم مصابون بإعاقات ذهنية وصل عددهم 15890، أما المصابون بالإعاقات الحركية فقد تم إحصاء حوالي 11635 معاق، ناهيك عن المعاقين بصريا، والذين وصل عددهم حوالي 2753 مصاب، في حين يبلغ المعاقين سمعيا 2060 معاق، أما الذين يعانون من إعاقة على مستوى العمود الفقري فقد تم احصاء 152 معاق. المسؤولون أضافوا أنه حوالي 11700 شخص معاق يتم التكفل بهم على مستوى تيزي وزو من حيث الضمان الاجتماعي، كما استفاد 16 ألف معاق من منحة الاعاقة مائة بالمائة، حيث يتلقّون 12 ألف دج في الشهر. التكفل بذوي الهمم بتيزي وزو لا يقتصر فقط على المسؤولين او المصالح الخاصة، وإنما هو عمل يتشارك فيه الجميع من لجان القرى والجمعيات التي تسعى جاهدة لمنح الدعم لهذه الفئة المهمشة في المجتمع بالرغم من الجهود الحثيثة للدولة من اجل رفع الغبن والمعاناة عنهم، ولكنها تبقى غير كافية وتحتاج الدعم في مختلف القطاعا