تعتبر مهام مصالح الحماية المدنية أساسية في حماية المنشآت البترولية والغازية في بلادنا، حيث تعدّ طرفا هاما في تحقيق معادلة السلامة والوقاية من المخاطر في قطاع الإنتاج النفطي، وذلك من خلال توظيف جميع الوسائل اللازمة لضمان أمن منشآت الطاقة الحساسة، خاصة في ولاية ورقلة التي تضم أكبر منطقة بترولية عبر إقليمها. تعتبر حماية المنشآت الطاقوية المتواجدة في ولاية ورقلة التي تعدّ قطبا كبيرا لإنتاج البترول والغاز عبر مؤسّسات كبرى تنشط في منطقة حاسي مسعود التي تبعد نحو 80 كلم عن عاصمة الولاية، من بين المهام الأساسية لمصالح الحماية المدنية والتي تتوضح تحديدا في الوقاية والتدخّلات والتحسيس والتوعية، كما أكّد المقدّم بلقاسم غريسي رئيس مصحلة الوقاية بمديرية الحماية المدنية لولاية ورقلة في حديث ل«الشعب"، مشيرا إلى أنّ الأحواض البترولية بمنطقة ورقلة وما فيها من مصفاة، قنوات نقل وعدة منشآت أخرى تدخل في مجال إنتاج ونقل البترول والغاز، تتواجد في منطقة عمرانية، لذا قرر المشرع الجزائري تصنيفها كمنطقة أخطار كبرى. وعلى هذا الأساس، أشار محدّثنا إلى أنّ حماية المنشآت بمنطقة حاسي مسعود تخضع لمخطط التعاون المشترك والذي يحدّد مخطّطات التدخّل لكلّ مؤسّسة وسبل التعاون فيما بين المؤسّسات، بحيث في حال وقوع أيّ كارثة في مؤسّسة من المؤسّسات وتم استخدام الوسائل المادية والبشرية المتوفرة لدى هذه المؤسّسة، دون التمكن من السيطرة على الخطر، يتم اللجوء إلى تطبيق مخطط التعاون المشترك الخاص بمنطقة حاسي مسعود والذي تتدخل فيه الشركات الموجودة بالعتاد المتوفر لديها لاحتواء هذه الكارثة، كما يتم تجميع كلّ العتاد في مكان معين ويستخدم حسب الطلب وحسب حجم الكارثة في ذلك الوقت إلى غاية الوصول إلى التحكم والسيطرة على الخطر. وفيما يخص الناحية الوقائية قال المقدّم غريسي أنّ الحماية المدنية تعد طرفا في ملف دراسة الخطر التي تهدف إلى تحديد المخاطر المباشرة أو غير المباشرة التي تعرض الأشخاص والممتلكات والبيئة للخطر، جرّاء نشاط المؤسّسة ويجب أن تسمح هذه الدراسة بضبط التدابير التقنية للتقليص من احتمال وقوع الحوادث وتخفيف آثارها وكذا تدابير التنظيم للوقاية من الحوادث وتسييرها، لأنّ كلّ منشأة قد تعرف خطر انفجار أو تلوّث أو حرائق، لذا لابد أن تخضع لهذا الإجراء الإداري والمتمثل في المصادقة على دراسة الخطر التي يجب أن تكون معدّة من طرف مكتب دراسات مؤهل ومختص في ذلك وتودع دراسة الخطر، بالإضافة إلى دراسة التأثير على البيئة لدى الحماية المدنية، وقبل الحصول على رخصة الاستغلال للمنشآت يتم تحليل دراسة الخطر والمصادقة عليها من طرف الحماية المدنية. وتتوضّح أهمية دراسة الخطر كما شرح المتحدّث في أنّها تساهم في التعريف بالأخطار الموجودة في المنشأة والإجراءات الممكن اتخاذها لمنع حدوث الخطر أو التقليل منه، ومهام الحماية المدنية هنا هو التأكّد من التطرق في هذه الدراسة لكلّ الأخطار التي قد تنجم عن نشاط هذه المؤسّسة والمنشآت فيها ونجاعة الخطة التي وضعت للتقليل من حدّتها. من جانب آخر، ذكر المقدّم غريسي أنّ الحماية المدنية عضو في لجنة تابعة لقطاع الصناعة تتكفّل بدراسة مخطّط التدخّل، وهو مخطّط يستخرج من مخطّط دراسة الخطر، حيث يقدم محاكاة للأخطار الموجودة في المؤسّسة والتي تذكر جميعها في مخطّط التدخّل الداخلي، كما يحدّد هذا المخطّط الأدوار لكلّ عنصر في المؤسّسة وما يجب القيام به في حالة حدوث خطر معين، مثل خطر انفجار أو انبعاث مواد سامة أو مواد كيميائية وكلّ خطر توضع له خطة والخطة تحدّد الأشخاص المعنيين في المؤسّسة للتكفّل بتنفيذها.