عاد الطريق المؤدي إلى كل من سوق بن عمر في القبة والعيادة الصحية متعددة الخدمات فضلا عن محطة نقل المسافرين، ليتحول مشهده مرة أخرى إلى أبشع صور له نتيجة تراكم كميات كبيرة من النفايات التي يتخلص منها الباعة الفوضويون وحتى النظاميون، بالإضافة إلى تلك التي تطرحها العيادة المجاورة من إبر ومناشف ومخلفات الأدوية، الأمر الذي أدى إلى تذمر مستغلي الحافلات، التجار والمرضى معا نتيجة استحالة اجتيازهم للمعبر الذي يعرف هذه الأيام تدفقا للمياه القذرة دون أدنى تحرك من الجهات المعنية لإصلاح العطب. الزائر هذه الأيام لسوق "الباتيميتال" للقبة أو حتى للعيادة المتعددة الخدمات التي تعرف استقبالا كبيرا للمرضى القادمين من مختلف البلديات المجاورة عبر حافلات المحطة البرية المتواجدة بالجوار، يلمح من الوهلة الأولى اللامبالاة التي تنتهجها السلطات المحلية وعلى رأسها البلدية وناتكوم، فضلا عن مؤسسة "سيال"، هذه الأخيرة التي وبالرغم من مرورها على تدفق المياه القذرة بالطريق وقرب العيادة مباشرة أكثر من يومين إلا أنها لم تتدخل لإيقاف العطب والأدهى في الأمر أن الموقع نفسه يغرق في النفايات التي يطرحها يوميا التجار النظاميون والفوضويون من مخلفات "الكارتون" والأكياس، فضلا عن الخضر والفواكه كما أنه شوهد عدد من الأكياس، تأكد أنها استشفائية، من مخلفات العيادة الصحية، فالمقطعة منها تكشف بعض القطن، الإبر، الأدوية وحتى المنشفات وغيرها من كل المخلفات اليومية للتمريض في مشهد يندى له الجبين خاصة في حال التنقل من وإلى السوق والمحطة، وما زاد من بشاعة المنظر هو التكرار الذي تشهده المنطقة من مياه قذرة آتية من تحت أحد الأرصفة، يتم توقيفه ثم يعاود التسرب من جديد دوريا حيث تنبعث منه روائح كريهة تسد الأنفاس. كلها مشاهد تحدث تحت مرأى البلدية التي يفترض أن تتدخل في مثل هذه المواقف خاصة وأن المشكل يحدث قرب عيادة يقصدها مئات المرضى يوميا لطلب العلاج، ليجدوا أنفسهم محاصرين مرة أخرى بأمراض قد تهتك بصحتهم نتيجة الروائح الكريهة والأوساخ الاستشفائية التي يمكن أن تكون معدية وخطيرة .
