دق أكاديميون، ناقوس الخطر حول واقع المدرسة الجزائرية اليوم، في ظل انتشار الآفات الاجتماعية داخلها وفي محيط تواجدها، ودعا هؤلاء في ملتقى بالعاصمة، إلى ضرورة فتح النقاش بين التلاميذ والنقابات والأساتذة وكل الفاعلين في القطاع التربوي، للبحث في كل الأسباب التي أدت إلى وجود آفات مختلفة داخل المؤسسات التربوية، وإيجاد حلول تبدأ حسبهم بإعادة الاعتبار لدور المعلم والأستاذ، كمرب قبل أن يكون ملقنا للدروس. وركزت البروفسور صباح عياشي رئيسة مخبر "الأسرة" بجامعة الجزائر 2، والمختصة في علم الاجتماع، على ما خلفته العشرية السوداء لدى فئة واسعة من الجزائريين، من أمراض نفسية وأساليب عدوانية، تركت بصمتها في فئة الشباب، حيث قالت إن آفات خطيرة باتت منتشرة بشكل واضح وسط التلاميذ، كترويج المخدرات وأكثرها الحبوب المهلوسة، والعنف والتحرش الجنسي. من جانبه، أكد الأستاذ بشير مصيطفى، أن القدرة الاجتماعية التي سببتها الأزمة الاقتصادية، خلفت نوعا من الانتقام من الذات عند بعض الجزائريين، وأدت الفوارق والطبقات إلى عنف واختطاف ومخدرات، وهي آفات اجتماعية انتشرت في محيط المؤسسات التربوية، ودخلت بعد ذلك إلى التلاميذ. واجمع، مختصون في علم الاجتماع والتنمية البشرية، على أن العشرين سنة الأخيرة، عرفت المدرسة آفات جديدة كترويج المخدرات والاختطاف، والتحرش الجنسي، وأصبح المحيط الخارجي للمؤسسات التربوية، يتحكم في المحيط الداخلي، وهذا في ظل تواجد وسائل الاتصال والتكنولوجيا الحديثة، التي أتاحت قدرة محاكاة التلاميذ لما يطلعون عليه عبر الانترنت ووسائل التواصل الاجتماعي "فايسبوك"، وتقليد ذلك، وتجسيده على أرض الواقع. وجاءت محاكاة التلاميذ للعالم الافتراضي، حسب البروفيسور بشير مصيطفى، تزامنا مع التحولات الاقتصادية، وما أنتجته من فوارق اجتماعية، وغياب دور الأسرة في مراقبة أبنائها، وتأثير الفراغ القاتل لانعدام مجالات وفضاءات الترفيه في الجزائر.