تستأنف الغرفة الجزائية بمجلس قضاء العاصمة خلال أيام، ملفا قضائيا يخص عصابة خطيرة أسست وكالة كراء سيارات مزيفة بضواحي عين النعجة، وقام أفرادها باستدراج أصحاب المركبات الفاخرة، عن طريق إعلانات وهمية لعروض كراء السيارات لفائدة شركات فرنسية وتركية بالجزائر، إذ يقومون بالاتفاق معهم وتأجيرها لفترة محددة مقابل الاستفادة من مبالغ مالية مغرية شهريا، غير أن الضحايا اكتشفوا لاحقا وقوعهم في شباك عصابة خطيرة احترفت النصب عندما اختفت سياراتهم وأعيد بيعها عبر مواقع تجارية إلكترونية. مجريات قضية الحال حسب الملف القضائي انطلقت خلال توقيف مصالح الشرطة سيارة تحمل وثائق مزورة بمنطقة الدار البيضاء، وخلال التحقق من هوية السائق ومرافقه، تبين انهما مبحوث عنهما، حيث أطاحت عناصر الضبطية القضائية بكل من المتهم المدعو "م،سمير" وآخر يدعى "ع،عز الدين"، وتوسيعا للتحريات الميدانية تبين وجود عدة شكاوى من قبل عشرات الضحايا، ضدهما بتهم النصب والاحتيال، واتضح أن أحدهما صاحب وكالة كراء سيارات مزيفة، في حين وضع شريكه فيلا بالدار البيضاء تحت تصرفه، لاستقبال الزبائن من أصحاب السيارات ذات العلامات التجارية الفاخرة، وعرض عليهم كراءها لصالح شركات فرنسية وتركية لمدة محددة مقابل دفع مبالغ مالية من 5 ملايين إلى 10 ملايين سنتيم كل شهر، غير انه وخلال تلك الفترة كان يتولى المتهم المدعو "سمير" مهمة بيعها عبر عدة ولايات وقطع اتصاله بأصحابها، كما تبين حسب شكاوى الضحايا أن بعض المركبات تم شراؤها عن طريق قروض أونساج، وتم بيعها لاحقا بعد تزوير بطاقاتها الرمادية. واستنادا للملف، فقد أوقع المتهمان بعشرات الضحايا وبنفس الطريقة أيضا، حسب ما صرحوا به من بينهم المدعو "م.ل" الذي تعرف على أحد المتهمين وتوسط لعدد من معارفه الذين سلموه سياراتهم في إطار معاملة تجارية، لكن دون تسلمهم أي وثيقة تثبت ذلك، وكشف الضحية "م،ل" أن المتهم طلب تسليم سيارته من أجل كرائها لشركة فرنسية مقابل منحه مبلغ 9 ملايين سنتيم، وفعلا تم منحه المبلغ بعد قبوله العرض، ونفس الأمر بالنسبة لضحية آخر الذي عثر صدفة وهو يتصفح موقع "واد كنيس" على سيارته معروضة للبيع.
