قالت دراسة حديثة إن المؤسسات الإعلامية تعتبر بيئات غير آمنة لعمل المرأة، نظرا لارتفاع نسبة التحرش بالصحفيات. وأضافت الدراسة إن 48 بالمئة من العاملات في الحقل الإعلامي يتعرضن لأحد أشكال التحرش، فيما أشارت أغلب الإحصائيات الدولية إلى اتساع نطاق التحرش بالنساء الصحفيات، بشكل لافت للانتباه. وبحسب الاستطلاع الذي أجري في 9 دول بإفريقيا ومنطقة الشرق الأوسط، فإن ما بين 59 و64 في المئة من الصحافيات يتعرضن لتحرش لفظي، وبين 17 و24 في المئة يتعرضن لتحرش جسدي، وبين 3 و10 في المئة يتعرضن لاعتداء جنسي. وتبين من خلال البحث أيضا أن 29 في المئة من النساء اللواتي تعرضن لاعتداء جسدي بلَّغن عن الحادثة. وتشير دراسة صدرت عن الجامعة الأمريكية في بيروت عام 2015 بعنوان "مواجهة التمييز والتحرّش الجنسي المتفشي في الإعلام اللبناني" إلى أنّ التحرّش يؤثّر على المستقبل المهني لنحو 82 في المئة من الصحافيات في لبنان. واستطلعت الدراسة آراء أكثر من 250 صحافية قالت 10 في المئة منهنّ إنّهن فكّرن في الاستقالة من العمل بسبب التحرّش اللفظي أو الجسدي، أو بسبب التهديد الناتج عن رفض تقديم خدمات جنسية. وأظهر الاستطلاع أنّ نصف المشاركات فيه تعرّضن للتحرّش مرّة واحدة على الأقلّ خلال عملهنّ. وقالت 60 في المئة منهنّ إنّهن يتعرّضن للتحرّش اللفظي المتمثل في التعليقات الجنسية والشتائم والقصص ذات الطابع الجنسي، و48 في المئة منهنّ يتعرّضن للتحرّش الإيمائي مثل التحديق، والغمز، والحركات الجسديّة. ومعظم العاملين في مجال الصحافة في لبنان، يعرفون صحافيات تعرّضن للمس بطرق غير لائقة، أو تلقيْن رسائل في أوقات متأخرة من الليل من شخصيات سياسية. بدورها أظهرت نتائج دراسة قام بها منتدى الإعلاميات العراقيات على عينة من الصحافيات في مناطق مختلفة. أنّ 68 في المئة من الصحافيات تعرضنَ للتحرش خلال العمل وأنّ النسبة الأغلب منهن لم يقمن بالإبلاغ عن المتحرش، بحسب رئيسة المنتدى نبراس المعموري. وبحسب صحافيات عراقيات، فإنّ التحرش والمساومة والابتزاز والإغراء من أبرز التحديات التي تواجههن في أغلب المؤسسات الإعلامية، إذ أن نسبة لا يستهان بها من الصحافيات يتعرضن لمختلف أنواع التحرش ولا يوجد أمامهن أي سبيل لمواجهته سوى الصمت والانسحاب من العمل أو الرضوخ والاستمرار خوفا من فقدان العمل. وتتعرض صحافيات تونسيات إلى التحرش الجنسي وفق ما أكدته النقابة الوطنية للصحافيين التونسيين. و في مقاربة أولى لمسألة التحرش داخل مواقع العمل، أعلنت النقابة خلال شهر نوفمبر من العام الماضي تزامنا مع الأيام الدولية لمناهضة العنف ضد المرأة، عن تعرض 80 في المئة من منخرطاتها من الصحافيات للتحرش على الأقل مرة واحدة أثناء أدائهن لمهامهن الصحافية خلال العام 2018، معتبرة أن فئة الصحافيات اللواتي يوجدن في وضعية هشة ويمثلن قرابة 20 في المئة من الجسم الصحافي في تونس، هن الأكثر عرضة للظاهرة. وبينت دراسة النقابة أن التحرش لا يقتصر فقط على وسيلة إعلامية دون أخرى، بل ينتشر في كل المنصات، ففي تونس تجد الصحافية نفسها في مواجهة التحرش الجنسي اللفظي والجسدي داخل مؤسستها الإعلامية وفي مواقع العمل وخلال الحوارات واللقاءات والتغطيات الصحافية التي تؤمنها، وحتى خلال الزيارات الميدانية التي تقوم بها. كما أكدت الشبكة العربية لدعم الإعلام أن أغلب الصحافيات المصريات تعرضن للتحرش الجسدي أو اللفظي كما تم تحديد التحرش الجنسي في أماكن العمل كواحد من أكثر الحواجز المدمرة للنجاح الوظيفي. وفي سبتمبر الماضي أصدرت عشرات الصحافيات بيان تنديد بتجاهل مجلس نقابة الصحافيين المصريين لشكاواهن التي قدمنها في بيان سابق ومذكرة رسمية، بشأن تكرار التحرش في الوسط الصحافي. وطالبت الصحافيات بتشكيل لجنة مستدامة للمرأة داخل نقابة الصحافيين، تضمّ صحافيات عضوات في الجمعية العمومية للنقابة، تقوم على إقرار سياسة لمكافحة التحرش والعنف الجنسي ضد الصحافيات، سواء من عضوات النقابة أو العاملات في المجال من غير النقابيات. وطالبت الصحافيات بأن تشمل سياسة مكافحة التحرش آليات واضحة للتحقيق وفرض العقوبات، بما يضمن حماية الشاكيات وإخفاء هوياتهن، وهو ما يستوجب أيضا تعديل قوانين تنظيم الصحافة والإعلام ولوائح تنظيم النقابة، لإلزام جميع المؤسسات الصحافية باتباعها". المصدر: وكالات