دخل المرشحون للتشريعيات، في سباق مع الزمن لاصطياد أصوات أبناء الجالية في الخارج، في ظل لامبالاة المواطنين في الجزائر بالاستحقاقات، وبوادر حملة انتخابية باهتة بعد أسبوع من انطلاقها، ويغازل المرشحون، "مزدوجو الجنسية" بوعود وردية لتجسيد بنوك في الخارج وبناء مساجد وتمكينهم من نقل الجثث بسهولة وتحويل أموالهم واستثماراتهم لأرض الوطن، مع رفع شعار "عفا الله عما سلف". رغم من الانتقادات الموجهة لممثلي الجالية الجزائرية بالخارج، والذين فشلوا في حل مشاكل المغتربين، لم تتوان الأحزاب السياسية سواء تلك المحسوبة على الموالاة والمعارضة في مغازلة هذه الفئة عبر برامج انتخابية يراد من خلالها كسب أصوات الجالية، واستمالة أكبر عدد من الجزائريين في الخارج وإقناعهم بالتصويت لصالحها. حيث اقترح التجمع الوطني الديمقراطي، إشراك الجالية في مسعى التنمية الوطنية"، مركزا على إقامة روابط بين المتعاملين المقيمين في الخارج ومنظمات أرباب العمل المحلية، إلى جانب تعبئة خبرة الجالية عبر التعاقد، وحقها في الاستثمار بالجزائر مع الاستفادة من المزايا الممنوحة للمحليين، وتشجيعها على ترقية تصدير المنتجات الجزائرية الصناعية والفلاحية والحرفية، وهو نفس المنحى الذي ذهب إليه حزب جبهة التحرير الوطني، الذي ركز في برنامجه الموجه للجالية على ضرورة إشراكها في بناء الاقتصاد الوطني. بالمقابل اقترحت جبهة المستقبل، إنشاء مصالح قنصلية موجهة لتسهيل إنشاء جمعيات للجالية في المهجر، ووضع إطار تنظيمي للإعلام والتشاور مخصص للإطارات المهنيين الباحثين، وأصحاب رؤوس الأموال والمؤسسات المتواجدة في المهجر، مقترحين في حال فوزهم بالانتخابات إنشاء قطاع وزاري مخصص لشؤون الجالية الجزائرية في المهجر وتأسيس دبلوماسية اقتصادية اتجاه القارة الإفريقية، خاصة في منطقة الساحل والصحراء، وتبنى هذه الأخيرة، حسب برنامج الحزب، على الشبكات المالية والبنكية. من جانبه، يرى الاتحاد من أجل النهضة والعدالة والبناء في برنامجه الموجه للجالية، على أهمية تكفل الدولة بنقل الجثامين إلى الجزائر، والعمل على تأسيس مساجد في كل الدول التي توجد فيها الجالية، فضلا عن المطالبة بإنشاء فروع لبنوك جزائرية لخدمة الجالية في الخارج وتشجيعها على الاستثمار، واهتم الحزب بضرورة توفير تذاكر سفر بأسعار معقولة، مع فتح خط جوي مباشر للجالية في أمريكا. في حين اهتمت حركة مجتمع السلم بأهمية التأطير الديني للجزائريين في الخارج من خلال توسيع شبكة المساجد والمراكز الثقافية وترقية الأداء الديني الإعلامي مع تكوين الأئمة والدعاة خاصة في اللغات الأجنبية وتكنولوجيا.