تعيش أغلب القرى والتجمعات السكنية ببلدية "تيمزريت" شرق بومرداس أزمة عطش حادة، خلفت حالة استياء وغضب عارمة لدى سكان المنطقة والسلطات المحلية التي رغم عدة مراسلات للقائمين على القطاع لم تلق ردا شافيا، غير أن السكين بلغ العظم مع بداية الصيف، وليس للسكان من بد سوى التوجه لدار البلدية قصد تقديم شكواهم دون أن يلبى طلبهم الذي يتجاوز مقدور منتخبيهم الذين يقابلونهم بعبارة "واش إيدير الميت في يد غسالو". الطلب الذي لم تعره الجزائرية للمياه أي اهتمام -حسب ما صرح به أعمر برارة رئيس البلدية والنائب الأول تمصداقت بوعلام- اللذان أكدا خلال لقائهما مع "الشروق" أنهما يحملان المسؤولية للجزائرية للمياه التي يطلق ممثلوها كالعادة تعهداتها بحل الأزمة غير أن دار لقمان بقيت دائما على حالها، فامتلاء الخزان الرئيس بسعة 1500 متر مكعب الذي يزوّد ثمانية مناطق يستغرق مدة خمسة أيام بفعل التسربات التي تعرفها شبكة كاف العقاب القديمة المتدهورة في عدة نقاط، وهذا ما يجعل الكمية التي تصل إلى الخزان الرئيسي لا تكفي لتغطية حاجيات سكان قرى البلدية التي تضاف إليها عدة قرى من البلديات المجاورة، على غرار عزوزة التابعة لبلدية شعبة العامر، آيث مسعود بمكيرة، إونوغان يسر، آيث سيذي علي، إهسيثن وإزمورن بآيث يحي موسى التي تحتسب على عاتق بلدية تيمزريت التي تتولى كذلك إصلاح الأعطاب في الشبكة المتدهورة، أضف إليها قدم المضخات وانقطاع الكهرباء أي كل قرية تصلها المياه مرة كل شهرين تقريبا، وما أثر في المتحدثين-حسبهما- كثيرا هو تصريح المدير العام للجزائرية للمياه وحدة بومرداس الذي قال لهما في أحد لقاءاته معهما: "إننا نضخ لكم الماء لأسباب إنسانية لا غير". وفي ظل أزمة العطش التي تعاني منها قرى تيمزريت، إضافة إلى قرى البلديات الأخرى المرتبطة بشبكتها، يعتمد السكان على مياه الينابيع الطبيعية وعلى أصحاب الصهاريج، حيث يصرفون لتوفير مياه الشرب ما يزيد عن 4500 دج شهريا، وهذا ما جعلهم يعتبرون أنفسهم "يتامى" بما أنهم يعيشون أزمتهم دون أي التفات من الهيئات العمومية، آملين أن تتوفر إرادة لدى مصالح قطاع المياه بأمر من وزير الموارد المائية لإنهاء معاناتهم، وذلك بتجديد الشبكة المتدهورة ليحصلوا على نصيبهم من المادة الحياتية في هذا الفصل الحار بوضع عدادات في البيوت مع وضع عداد عند مدخل الخزان الرئيسي للبلدية حتى تدفع هذه الأخيرة مستحقات ما استهلكه سكانها فقط وفي نفس الوقت تسريع أشغال محطة تحلية مياه البحر بكاب جنات السائرة بوتيرة ضعيفة بفعل التقشف. وفي انتظار بصيص أمل لإنهاء جفاف حنفياتهم يبقى أرباب العائلات في بلدية تمزريت بين عهود أطلقتها السلطات ولم تف بها حتى الآن بتوفير المياه الصالحة للشرب بالقدر الكافي، وبين رحلة البحث عنه بوسائل أخرى.