تمكنت مصالح الأمن بالعلمة بولاية سطيف، من فك لغز الجريمة التي تم خلالها حرق سيارة إمام مسجد عبد الرحمان بن عوف بالعلمة، والتي اتضح أن حيثياتها مرتبطة بعملية تصفية حسابات اجتماعية، لا علاقة لها بأي جماعة متطرفة ولا بالمصلين في المسجد. هذه الحادثة التي وقعت يوم 25 أوت الماضي أين أقدم مجهولون على إضرام النار في سيارة إمام مسجد عبد الرحمان بن عوف أثناء إقامته لصلاة الصبح، وهي العملية التي أثارت حيرة وسط المصلين وتم توجيه التهمة إلى "جماعة سلفية متعصبة"، لكن التحريات أثبتت عكس ذلك، وكل المعطيات كانت بعيدة عن هذه الفرضية. واتضح بأن المتهم الذي تم إلقاء القبض عليه وإيداعه الحبس المؤقت إلى غاية محاكمته، كان قد حاول الانتقام من الإمام الذي قام بعقد زواج والده من سيدة أخرى بعد ما طلق والدته، حيث أبدى المتهم رفضه القاطع لهذا الزواج، وسبق له أن هدد والده وكل من يساعده في عقد القران. العملية الانتقامية لم تخطر على بال الإمام، خاصة أنها تمت منذ حوالي ستة أشهر سابقة، حيث قام الإمام بعمله المعتاد وعقد الزواج من خلال قراءة فاتحة الكتاب، لرجل طلق زوجته منذ مدة، لكن المتهم الرافض لهذا الزواج لم يجد سوى الإمام لينتقم منه بطريقته الخاصة فوجد نفسه متورطا في حرق سيارة الإمام التي التهمتها النيران أثناء صلاة الصبح. وقد ساهمت الكاميرات الموجودة بالحي في كشف عناصر الجريمة ومرتكبها بعد ما رصدت عملية حرق عمدي لسيارة الإمام باستعمال دلو بنزين. وقد أثارت القضية يومها هلعا بمدينة العلمة ووجهت العديد من الأطراف التهمة إلى "جماعة متطرفة تتعمد عرقلة نشاط الإمام"، ليتبين أن الأمر يتعلق بعمل انتقامي من الإمام الذي قام بعمله بصفة عادية فوجد نفسه ضحية وخسر سيارته التي يتنقل بها.