مازالت السلطات المحلية بولايتي الطارف وسوق أهراس الحدوديتين مع تونس، في حالة تأهب قصوى، لترقب ظهور الأسد الطليق، والذي أكد شهود من سكان بلدية بوحجار بحر الأسبوع المنقضي، مشاهدتهم لأسد بالقرب من التجمع السكني، ما زرع الرعب والفزع في أوساطهم، ودفع بالبعض منهم إلى مغادرة بيوتهم خوفا من مهاجمة هذا الحيوان المفترس. حيث نشرت محافظة الغابات بولايتي الطارف وسوق أهراس، عناصرها في الأماكن التي يحتمل اختباء الأسد فيها، وتمشيط الغابات الكثيفة بالولايتين، مع نصب عشرات الأقفاص الحديدية لاصطياده، وإنهاء حالة الخوف السائدة وسط أهالي القرى والمداشر المحاذية للمناطق الغابية، خاصة على الحدود مع تونس. وقد صاحبت عملية البحث عن الأسد الفار العديد من الروايات، ففي الوقت الذي نفت فيه السلطات التونسية، تسجيل أي بلاغ بشأن فرار أسد من حدائق الحيوانات، على ترابها، فإن بعض المصادر الأخرى، ذكرت احتمال أن هذا الأسد كان يتولى تربيته أحد الأشخاص، قبل أن يفرّ منه من دون إبلاغ السلطات المعنية، وما يرجح هذه الفرضية أن سكان منطقة بوحجار بولاية الطارف والذين أكدوا مشاهدتهم للأسد، ذكروا أن هذا الحيوان لم يهاجمهم وكأنه معتاد على الحياة في الوسط الحضري، كما أنه لم يبد أي حركة تشير بخوفه أو هروبه من سير المركبات التي مرّت بجانبه. بينما ذهب البعض إلى التأكيد أن النيران التي التهمت ما لا يقل عن 5500 هكتار من المساحات الغابية بجبل بني صالح بولاية قالمة على حدودها مع غابات ولايتي الطارف وسوق أهراس خلال شهر أوت الماضي، هي ما دفعت بالأسد إلى الظهور في الوسط الحضري مؤخرا، بعدما كان يعيش وسط الغابة، وتحديدا داخل المحمية. من جهته، محافظ الغابات لولاية قالمة بشير دينار، نفى هذه الفرضية وأكد للشروق أن أعوان محافظة الغابات بالولاية يقومون بعملية الحراسة باستمرار ويمشطون المحمية في خرجات منظمة أسبوعيا كل جمعة في إطار المحافظة على محتويات المحمية الطبيعية، وأنه لو كان هذا الأسد متواجدا بالمنطقة لتم رصد تحركاته منذ فترة طويلة، كما أنه لو كان متواجدا في المحمية لقضى على رؤوس الأيل البربري التي تحتفظ بها المحمية. وفي انتظار ظهور الأسد الفار وتحديد مصيره تبقى الجهات المعنية في حالة ترقب مستمر إلى إشعار آخر.