العديد من إطارات حزب جبهة التحرير الوطني يبدون حيرة بشأن مستقبل حزبهم، بينما يعيش البلد مشاكل وأزمات أكبر من مشاكل الحزب. المثير أن الأفلان الذي يملك غالبية المقاعد في المجالس البلدية والولائية والوطنية، لا تملك قيادته الحماس المتّقد الذي يظهر عليهم لدى الحديث عن مشاكلهم الداخلية، ومن المؤسف أن يتهاون من يملك مفاتيح حل الكثير من المشاكل العالقة في بلادنا، والأكيد وفق منطق السياسة والأشياء أن من له الأغلبية في البرلمان والحكومة وكل المجالس الأخرى، له القدرة على ابتكار الحلول. من المؤسف أن يعجز قادة أكبر حزب في البلد عن حل أزمتهم، وهم الطامحون لقيادة البلد، هذه ليست مشكلة الأفلان، بل هي ظاهرة سياسية بائسة في بلادنا، لذلك صعب على الأحزاب وأقصد المقربة أو المحسوبة على إدارة صنع القرار إثبات قدراتها على القيادة. لسنا ندري ما كان شعور الديناصورات المتناحرة على كرسي الأمانة العامة للحزب وهم يتلقون نبأ وفاة المرشح الأقوى لخلافة بلخادم؟ رغم ذلك قد يكون الراحل ضاق ذرعا بأطماع من لم يسبق أن عرفهم من الحزب. فن التسلق فن وقيادته تتطلب لمهارة وطنية، قد تفوق فن الخيانة على حد تعبير الأمين العام السابق عبد العزيز بلخادم. الرأي العام يتساءل اليوم: هل نحلّ أزمة الأفلان أم أزمة البلد، وهل أزمة حزب جبهة التحرير الوطني جزء من أزمة وطنية تضرب الأحزاب والسياسة وباقي الجبهات؟