لا يزال يثير منع الطيران فوق الكعبة في مكةالمكرمة، العديد من علامات الاستفهام، ويتم تداول المنشورات على مواقع التواصل الاجتماعي حوله. وقال فريق تقصي الحقائق لوكالة فرانس برس أن الادعاء الذي ينتشر منذ سنوات على أنه حقيقة علميّة، ليس في الحقيقة سوى ضرب من الخيال. وأضاف الفريق أن ناشري الخبر يقولون أن الكعبة هي مركز الأرض، وأنها تقع في بقعة تخلو من أي ميل أو انحراف، وأنها مركز الجاذبيّة الأرضيّة ولذا "يستحيل التحليق فوقها، سواء من الطيور أو من الطائرات لأنها مركز جذب مغناطيسي". وحازت هذه المنشورات على مئات آلاف المشاركات والتفاعلات حول العالم، بلغات عدّة، وعلى مواقع مختلف منصات التواصل الاجتماعي. وتحدث فريق تقصي الحقائق مع فنسان لوسور المسؤول عن المراصد المغناطيسيّة في معهد فيزياء الأرض في باريس والذي قال "الجاذبية هي قوّة الجذب التي تمارسها كتلة على كتلة أخرى، ولكي تكون الكعبة مركزًا للجاذبية ينبغي أن تكون كتلتها ضخمة، علماً أن كتلتها نسبة لكتلة الأرض لا تُذكر". وقال جوليان أوبير الباحث في المركز الفرنسي للبحث العلميّ والمتخصص في ديناميات الموائع "صحيح أن للأرض مجالاً مغناطيسياً، لكن مركزه هو نواة الأرض" الملتهبة في مركزها. وأجاب فريق تقصي الحقائق عن سؤال: هل يُحظر الطيران فوق الكعبة إذاً؟ وجاءت الإجابة بنعم، تحظر السلطات السعودية فعلا الطيران فوق مكّة. وقد أكّدت هذه المعلومة لفرانس برس نقابة الطيّارين الفرنسيين، وسبق أن أكّدها ملاحون سعوديون. لكن هذا الإجراء لا علاقة له بالأسباب الواردة في هذه المنشورات المضلّلة، بل هو من باب احترام المدينة المقدّسة. وسبق أن نشرت "هيئة مكافحة الإشاعات" السعودية مقطعاً مصوّراً يشرح فيه طيّار ومسؤول ملاحيّ سعوديّ أن سبب حظر الطيران فوق مكّة هو احترام الأماكن المقدّسة وعدم إزعاج من فيها من حجّاج ومعتمرين.