يشير القرآن العظيم في ثلاث مواضع إلى هذه الوقاية التي نبحث عنها .. قال الله عز وجل في نهاية سورة الحجر: ﴿وَلَقَد نَعلَمُ أَنَّكَ يَضيقُ صَدرُكَ بِما يَقولونَ* فَسَبِّح بِحَمدِ رَبِّكَ وَكُن مِنَ السّاجِدينَ﴾ وفي أواخر سورة طه : ﴿فَاصبِر عَلى ما يَقولونَ وَسَبِّح بِحَمدِ رَبِّكَ قَبلَ طُلوعِ الشَّمسِ وَقَبلَ غُروبِها وَمِن آناءِ اللَّيلِ فَسَبِّح وَأَطرافَ النَّهارِ لَعَلَّكَ تَرضى﴾ وفي أواخر سورة ق : ﴿فَاصبِر عَلى ما يَقولونَ وَسَبِّح بِحَمدِ رَبِّكَ قَبلَ طُلوعِ الشَّمسِ وَقَبلَ الغُروبِ﴾ فلك أن تلاحظ الأمر بالتسبيح بعد كلمة (يقولون) فوراً،، أي عند سماع الكلام المؤذي. فسلامة القلب أمر مهم ، وكأن التسبيح يقي القلب من أي أذى يسببه الكلام الجارح ،، وليس وقاية فحسب ، بل يورثك رضا تشعر به يستقر في قلبك "وإنك لعلى خلق عظيم" قال تعالى : لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آَمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآَتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآَتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ . وآيات القرآن والأحاديث النبوية الشريفة تتخذ الخلق جوهرا لا غنى عنه بكل عمل، بل إن الرسول "ص" أكد أنه لا إيمان لمن لا خلق له، وأنه "بعث ليتمم مكارم الأخلاق" ووصفته زوجته ب«كان خلقه القرآن" وكانت حياته مثالا للخلق من لين وإحسان وتدبر وتواضع وخشية لله وحرماته وعزم واجتهاد بإصلاح الأرض وصبر على المكاره وحياء من الله وحفظ للقلب واللسان وووصل للرحم ووفاء بالعهد وجبر المستضعفين وتعبد وعرفان بنعمه وكان كعابر سبيل استظل بشجرة الدنيا فتركها شوقا للقاء لله ، وهكذا هو حال المؤمن وأخص ما يكون منه ذلك في شهر رمضان .. شهر القرآن «ما من شيء أثقل في ميزان المؤمن يوم القيامة من «البر حسن الخلق، والإثم ما حاك في صدرك وخشيت أن يطلع عليه الناس" عَنْ مُعَاذٍ رضي الله عنه ، أَنَّهُ قَالَ : يَا رَسُولَ اللهِ ، أَوْصِنِي ، قَالَ : اتَّقِ اللهَ حَيْثُمَا كُنْتَ ، أَوْ أَيْنَمَا كُنْتَ ، قَالَ : زِدْنِي ، قَالَ : أَتْبِعِ السَّيِّئَةَ الْحَسَنَةَ تَمْحُهَا ، قَالَ : زِدْنِي ، قَالَ : خَالِقِ النَّاسَ بِخُلُقٍ حَسَنٍ. «الحياء لا يأتي إلا بخير" «ما دخل الرفق في شيء إلا زانه" «إن الرجل ليدرك بحسن خلقه درجات قائم الليل، صائم النهار" «كونوا دعاة إلى الله وأنتم صامتون .. قيل كيف .. قال : بأخلاقكم" عمر بن الخطاب لا تغرَّنَّكم طنطنة الرجل بالليل (يعني صلاته)؛ فإنَّ الرجل -كل الرجل- مَنْ أَدَّى الأمانة إلى مَن ائتمنه، ومن سَلِمَ المسلمون من لسانه ويده. عمر بن الخطاب خالطو الناس مخالطة إن متم معها بكوا عليكم و إن عشتم حنوا إليكم . (على بن ابى طالب) عندما تولى أبو بكر الصديق الخلافة قام بتعيين عمر بن الخطاب قاضياً على المدينة, فمكث عمر سنة لم يفتح جلسة ولم يختصم إليه اثنان,فطلب من أبي بكر إعفاءه من القضاء, فقال له أبو بكر: أمن مشقة القضاء تطلب الإعفاء يا عمر؟