عاشت بلدية وادي الخير التي تبعد عن مقر ولاية مستغانم بحوالي 40 كلم مؤخرا على وقع حادث مروع ، تمثل في ردم بقلول الحاج وهو مختص في تصليح وتركيب مضخات الماء داخل الآبار لمدة 8 ساعات كاملة، ليتم في الأخير إنقاذه وإعادته إلى الحياة ، بفضل تجنيد أهله الذين هبوا من كل الجهات لإخراجه من البئر رفقة وحدة الحماية المدنية لعين تادلس التي واكبت الحدث إلى غاية نقل الضحية إلى المستشفى . وتعود حيثيات القصة عندما اتجه بقلول الحاج البالغ من العمر 38 سنة نحو دوار الرزايقية التي تبعد عن مقر بلدية واد الخير بحوالي 3 كلم ، باعتباره مختص في إصلاح المضخات المائية داخل الآبار منذ حوالي 10 سنوات ، لاسيما ببلدية واد الخير التي تضم أكثر من 1000 بئر كونها منطقة معروفة بثرائها الفلاحي ، ففي حدود الساعة الثامنة والنصف صباحا ، نزل بقلول الذي كان رفقة مساعده إلى قاع البئر الذي يعود حفره إلى سنة 1991 ، حيث بدأ في إصلاح المضخة التي كانت بعمق 27 متر ، وفي لحظة بدأت تتطاير أجزاء من الطوب كتحذير أوّلي ومنبه خطير لما هو قادم ، إلا أن بقلول الحاج الذي كان منهمكا في إصلاح المضخة لم ينتبه إليها واستمر في العمل إلى غاية الساعة الحادية عشرة والنصف ، في هذا التوقيت بالذات وفجأة سقطت أجزاء كبيرة من الطوب والأتربة أدت إلى ردمه كلية ، وأمام هذا المشهد المروع بدأ مساعده يصرخ ويطلب النجدة من العاملين في الحقول المجاورة لينتشر الخبر كالبرق بين سكان وأهالي دوار الرزايقية إلى غاية بلدية واد الخير التي تبعد عن مقر الحادث ب 3 كلم .، وكل من بلغه الخبر هب كرجل واحد إلى مكان الحادث ، حيث جاء الناس من كل مكان ، حسبما كشفه بقلول محمد أخ الضحية ، و بعد ساعة من وقوع الحادثة دخلت شاحنة الإنقاذ التابعة للحماية المدنية إلى الموقع لمعاينة المكان، لكنها لم تكن مزودة بالأدوات اللازمة لإنقاذ شخص مردوم داخل بئر ، ورغم هذا حاول أحد أعوانها النزول إلى البئر، لكن للأسف عجزوا عن ذلك باعتبار أن المكان خطير جدا لتجاوزه ال10 أمتار . شجاعة شابين بعد مرور 3 ساعات على تواجد بقلول الحاج داخل البئر، قرر سكان المنطقة إخراج بقلول الحاج حيا أو ميتا، حيث طوقت مصالح الدرك الوطني المكان بحكمة، ما سمح للشابين رزيقة أمين النزول وسط البئر رفقة زميله طواولة محمد الذي كان يساعده على مستوى فهوة البئر بمرافقة أحد أعوان الحماية المدنية، حيث تم استعمال في عملية الإنقاذ أدوات تقليدية وبدائية كالأنبوب الذي استقدموه من إحدى الشركات المجاورة والذي يزيد قطره عن 90 سم ، وكذا أدوات الحدادة التي جلبها رزيقة بدر الدين من محله إلى عين المكان منها الرافعة، كابل حديدي ، صفائح حديدية ملفوفة على شكل أسطوانات استعملت بغرض تأمين كل من يدخل إلى البئر، رزيقة أمين الذي غامر بحياته بدخوله هذا البئر ، بدأ وهو وسط أسطوانة حديدية نقل الركام والأتربة التي ردمت بقلول الحاج ليرفعها صديقة طواولة محمد إلى السطح ، وفي حدود الساعة الثامنة ليلا بدأ الكابل الكهربائي الممتد من سطح البئر إلى المضخة يتحرك كعلامة على أن بقلول الحاج حيا ، فضاعف رزيقة أمين رفقة صديقة العمل لرفع الطوب ، الحجارة والأتربة إلى غاية الكشف عن بقلول الحاج وهو بقاع البئر ، عندما تم تطويق بحبل وإخراجه بالرافعة إلى السطح ، وهكذا تم إنقاذ بقلول الحاج ونقله إلى مستشفى عين تادلس من قبل الحماية المدنية ، حيث وجد في عين المكان كل العناية الطبية إلى غاية خروجه في اليوم الموالي .