أكد وزير الشؤون الدينية والأوقاف محمد عيسى، أنه على المسلمين استشعار نعمة استقرار الأوطان والحرص على عدم زوالها، مضيفا في محاضرته التي نشطها عصر أول أمس الخميس، في افتتاح سلسلة الدروس المحمدية في طبعتها ال12 بمقر الزاوية البلقايدية الهبرية، أن جحود المسلمين لنعمة الأوطان واستقرارها، سينجم عنه عواقب أليمة ومآلات لا يحمد عقباها، مذكرا الحاضرين بما عشناه في تسعينات القرن الماضي، من آلام وجراح بسبب قيام «أناس لا نعرف هوياتهم بالترويج لأفكار وخطابات شاذة قالوا عنها إسلامية تدعو إلى التنكر للأوطان وكرهها»... مؤكدا في نفس السياق، أن حب الأوطان نعمة أكدها المولى عز وجل في كتابه والرسول صلى الله عليه وسلم في أحاديثه، مشددا على أن زوال استقرار الأوطان غالبا ما يؤدي إلى زهق الأرواح وسفك الدماء وهدر الأموال، ليبرز في محاضرته أن نعمة الأوطان مجبولة في الإنسان ومن لا يحب وطنه مشكوك في بشريته وآدميته، منتقدا دعاة الفتن الذين يعملون على غرس الأفكار الهدامة التي تزعم بأن حب الأوطان ليس من الإيمان والدعوة إلى تخريبها وبث الفرقة بين أبنائها. وفي سياق متصل أكد محمد عيسى، أن ديننا الحنيف يدعو دائما إلى خدمة الأوطان والدفاع عن مصالحها، مستدلا في هذا الجانب بعدة آيات من القرآن الكريم، ودعوة سيدنا إبراهيم الخليل لمكة بالأمان والازدهار والخيرات علاوة على أدعية النبي عليه أزكى الصلاة والتسليم وما جاء في أحاديثه النبوية الشريفة في هذا الشان. من جهة أخرى صرح وزير الشؤون الدينية والأوقاف، على هامش سلسلة الدروس المحمدية التي اختارت هذه المرة محور «الشعور بنعم الله»، أن هذا المحفل الديني لم يعد لقاء جهويا يخص الغرب الجزائري ولا لقاء وطنيا جزائريا خالصا، بل حدثا إعلاميا يتزاحم ويتنافس عليه العلماء من جميع أصقاع العالم، مضيفا أن القائمين عليه، أضحت لديهم تقاليد كبيرة في اختيار المحاور والمواضيع التي تهم المسلمين في مختلف أنحاء المعمورة، مؤكدا أن المحاضرات تمثل فرصة كي يتعرف الجميع على مختلف النعم التي حباها الله لعباده والتي تقتضي منا استشعارها وتذكرها حتى نلتفت إليها ونشكره عليها. من جهته أكد الشيخ والعلامة المصري أحمد عمر هاشم، أن الزاوية البلقايدية الهبرية باتت اليوم جامعة إسلامية عالمية، لما تضمه من شوامخ أهل العلم والتقى والتصوف، مبرزا أن الدروس المحمدية باتت تدرس في كل مرة قضايا هامة تعنى بالمسلمين وأحوالهم وأنها هذا تشكل منبرا، يدعو إلى توحيد صفوف الأمة ورأب صدعها، خصوصا وأن عالمنا أضحى يموج في بعض الفتن والتيارات والأفكار الهدامة، وأن هذه الملتقيات تمثل فرصة لنشر الأفكار الإسلامية الحضارية البناءة، لتسديد خطى الشباب قدما إلى الأمام، داعيا إلى مضاعفة مثل هذه الملتقيات حتى تنتشر في ربوع عالمنا الإسلامي لمواجهة هذه الفتن التي نعاني منها.