القضية الصحراوية قضية تصفية استعمار لا مراء في ذلك، طالما أن النزاع الذي يواجهه هذا الشعب ضد الاحتلال المغربي، إنما ضارب جذوره إلى أكثر من 4 عقود، فالبوليساريو بصفته الممثل الشرعي والوحيد للشعب الصحراوي، قد كافح منذ أن كان الاستعمار الإسباني جاثما على هذه المستعمرة، وناضل المقاتلون الصحراويون بكل بسالة من أجل دحر المحتل الغاصب. وما زالوا على عهد الكفاح صامدون، إن مسألة الصحراء الغربية، والتي تعد آخر مستعمرة بإفريقيا، لم يُخب لمعانها عبر العالم، في الاعتراف بالكفاح الشرعي الذي يحصنه القانون الدولي طالما الهدف من ورائه طرد الاحتلال. فالصحراويون رغم النابالم المغربي، والتشريد الذي يمارسه النظام المغربي، فلم يستكنوا أو يخنعوا بل ماضون في قهر الظلم والاستبداد، وما الاعتراف الأخير للإتحاد الإفريقي في قمة أديس أبابا لعدالة القضية إلا تدعيما لمسار التحرّر، بل أن السجل الإفريقي حافل بالدعم والمساندة رغم تخاذل بعض الأنظمة في الوقوف إلى كفاح الشعب الصحراوي. الجزائر ومن منطلق مبادئها السياسية الخارجية الثابتة لم تتحول قيد أنملة عن المطالبة بتطبيق قرارات الشرعية في النزاع، وهي دوما تنادي بأن التحرّر من المطالب الأساسية للشعوب طالما أنها تريد الحرية والاستقلال. و هو ما سعى إليه الشعب الجزائري طيلة قرن ونصف ضد الاستدمار الفرنسي (فالقضية لن تموت والنضال كقبس في قلوب كل صحراوي مؤمن بعدالة قضيته.