على الجهات الوصية أن تهتم بالخط العربي الكثير من الجمعيات الثقافية والمواهب الشبانية تراجعت عن نشاطها نتيجة قلة الاهتمام وشح الإمكانيات وغياب الدعم المادي والمعنوي، لكن البعض من الشباب الطموح لم يفشل في حياته بل واصل المشوار لإنجاح مشاريعه بإمكانيات بسيطة في شتى المجالات والميادين، على غرار الخطاط الشاب "خثراني بوداود" ابن مدينة سيدي الشيخ الذي يملك موهبة كبيرة في فن الخط العربي الأصيل ، ما مكنه من المشاركة في إنعاش المناسبات الثقافية المختلفة في المنطقة، ومن أجل التعرف عليه عن كثب اقتربنا منه وأجرينا معه هذا الحوار التالي : من هو خثراني بودادو ؟ وكيف بدأ مشوارك مع الخط العربي؟ أنا من مواليد 9 أكتوبر 1977 بالأبيض سيدي الشيخ ، أب ل4 أطفال ، عشقت الخط العربي ما جعله هوايتي المفضلة، حيث كنت أقضي جل أوقاتي في زخرفة اللوحات بمختلف أشكال الخط العربي الإسلامي، تخصصت في خط "الديواني" منذ 17 عاما أي خلال دراستي بالمرحلة الابتدائية عندما كنت متفوقا في الخط عن سائر التلاميذ وكثيرا ما كان أساتذتي يطلبون مني الكتابة على الصبورة نظرا لخطي الجميل ، ما أهلني لأكون الأفضل بمدينة الأبيض سيدي الشيخ، بدليل أنهم كانوا يكلفونني دائما بالكتابة على الجدران واللوحات الجدارية التي كانت تزين المؤسسات التربوية في الكثير من المناسبات الوطنية والأعياد والتظاهرات والمهرجانات الثقافية، وهذه أهم الدوافع التي جعلتني أحب الخط وأطور مستواه من خلال الممارسة اليومية والابتكار، رغم أنني لم أتلق أي تكوين في هذا التخصص نتيجة غياب مدرسة تهتم بالمواهب الشابة وتأهيلهم، وهكذا فهي موهبة صقلت مع ممر السنين .. ما الذي جعلك تحب الخط ؟ الخط وجميع المواهب رزق من الله تعالى يهبها من يشاء لعباده، وهذا فضل منه، لقد أحببت الخط منذ نعومة أظافري، حيث كنت أحمل دائما ريشتي وأتمرن وأحاول تطوير خطي من خلال المثابرة والإطلاع والبحث في شتى المصادر المادية والبشرية لتحسين مستواي الفني وأيضاً أحببته لأنه زرع بداخلي نوعا من الاشتياق المتواصل من خلال كثرة مطالعتي لكتب الخطاطين الكبار من شتى الدول العربية الإسلامية كمصر والعراق . هل كانت لك مشاركات في التظاهرات التي تقام بالمنطقة ؟ نعم أنا حاضر دائما في التظاهرات والمهرجانات الثقافية التي تقام بمدينة الأبيض سيدي الشيخ ، ومعظم لوحاتي المزخرفة بالخط العربي تعرف إقبالا من قبل الزوار والمشاركين نظرا لأهميته الخط في أوساط المثقفين والمهتمين بالتراث العريق.. وقد تلقيت تكريمات والتفاتات محتشمة على المستوى المحلي فقط ..حيث كرمت بأول شهادة سنة 2000 بثانوية الشيخ بوعمامة وشهادة ثانية سنة 2002 من قبل جمعية أبي الفنون الثقافية وشهادة ثالثة بدار الشباب. ماهي المشاكل التي تواجهها كخطاط ؟ أولا غياب مرافق خاصة بالخط وكذا غياب المختصين للاحتكاك بهم، ما أجل دعم وتطوير موهبتي، والأهم من ذلك ندرة الوسائل المخصصة للخط بشتى أنواعها كالألوان والريشات والأقلام والحبر والأوراق...أنا أقضي معظم أوقاتي في دار الشباب وهي المتنفس الوحيد الذي وجدت فيها مساعدة وإمكانيات محدودة ...رغم أنني لا أزال في خانة التهميش والإقصاء للمشاركة في ملتقيات وتظاهرات والتكوينات على المستوى الولائي والجهوي والوطني، آمل أن نتلقى التفاتة من قبل الجهات الوصية لإعطاء القيمة الحقيقية والمستحقة لهذا الخط العريق والرقي به والإهتمام بالمواهب الشبانية التي تحاول الحفاظ على نصاعة الثقافة والفنون .