يعتبر الباحث في علم الإجتماع الأستاذ أبو عبد الله قاسيمي استهلاك المخدرات في حد ذاته ظاهرة اجتماعية لما يسببه من آثار سلبية سواء على الجانب الصحي -على المستوى النفسي والجسدي-، أو جانب التركيبة الديمغرافية للمجتمع-على المستوى الفردي والجماعي-، او من جانب البنية الاجتماعية -على المستوى الأسري والاجتماعي-. إما فيما يخص الترويج لها فهذا جانب آخر من الموضوع يدخل ضمن البعد الإجرامي وتحدي كل الأعراف الاجتماعية والدينية، والقوانين التي تحمي المجتمع من الانحراف . 17567 حالة إدمان منهم 525 مراهقا وتعد ظاهرة الاستهلاك المخدرات من بين الظواهر التي تنخر أسس معايير القيم الاجتماعية وبالتالي تهدد البعد الثقافي والحضاري والنفسي والاجتماعي معا للمجتمع بحيث سجل مركز الوقاية من المخدرات والإدمان للبليدة على سبيل المثال6000حالة سنويا بمعدل 16 حالة يوميا وتشير إحصائيات مرصد الوطني للمحاربة استهلاك المخدرات و الادمان ONLCDTلسنة 2017 الى تسجيل 17567 حالة مدمنة تلقت العلاج على مستواها من بينها 525 حالة في سن المراهقة. و هو ما يؤكد حسب محدثنا أن ظاهرة الاستهلاك والإدمان على المخدرات بشتى أنواعها بما فيها المهلوسات أصبحت تهدد استقرار المجتمعات والدول من الناحية الاجتماعية و الصحية و الناحية الأمنية. *10 بالمائة من تلاميذ المدارس يستهلكون المخدرات لا تقتصر ظاهرة استهلاك و المتاجرة بالمخدرات على فئة دون الأخرى، حيث أن استهلاكها يمس كل التركيبة الاجتماعية دون تمييز بين الفقير والغني، ولا صاحب مرتبة علمية أو وظيفة ولا أميّ أو بطال منهم من يستهلكها للهروب من معاناته اليومية -الفقر والتهميش والظلم الاجتماعي -ومنهم من يستهلكها لأجل النشوى وتلبية الرغبات فقط . حتى الأطفال والنساء لم يسلموا منها بل هم الأكثر عرضة لها، إذ تتحدث بعض الإحصائيات يقول الباحث في مركز الكراس الأستاذ قاسيمي بأن 10% من تلاميذ المدارس يستهلكون المخدرات. ما يؤكد أن المؤسسات التربوية صارت اليوم معرضة لكل أنواع الانتهاكات لكون تركيبتها هشة وتتأثر بسرعة بكل الهزات (صارت تباع المخدرات على شكل حبات حلوة و شكولاطة على أبواب المدارس ، وهذا لكونها سوق سهل الاستحواذ عليه والتحكم فيه). وحسب وزارة الصحة بلغ عدد مستهلكي المخدرات سنة 2015 بالنسبة للفئة العمرية التي تتراوح ما بين 13 و إلى 35 سنة 18.000 شخصا 5بالمائة من النساء مدمنات على الكيف والمهلوسات و يمكن إرجاع هذه الممارسات يضيف محدثنا دائما إلى غياب الوعي سواء كان ذلك من جانب الأسرة أو من المدرسة. الكل استقال عن مهمته وعجز عن تأدية وظيفته النبيلة أمام غزو ثقافة ونظام العولمة بكل هياكله وبرامجه التي اختصرت الكل في إطار الفردانية والأنانية. كما بلغت نسبة الاستهلاك للمخدرات لدى شريحة النساء أكثر من 5% وأصبحت المخدرات تغزو كل الأماكن دون تمييز من الريف إلى المدينة، ومن الحي الجامعي الى الملعب، ومن الأسرة الصغيرة إلى المجتمع الكبير. وبالتالي صارت من بين الأسباب التي تساعد على نمو العنف والجريمة بكل أنواعها في المجتمع. * إنجاز المرافق و هياكل الترفيه ضرورة لملئ فراع الشاب وتجنيبه الانحراف - لا يمكن إصدار أحكام بمجرد التطرق إلى الأرقام التي تتداولها مختلف وسائل الإعلام و الأجهزة الأمنية او المؤسسات الاستشفائية او على مستوى جهاز العدالة بمعدل القضايا التي تعالج على مستواها.لكن قبل كل شيء لابد من فهم الميكانزمات التي أدت إلى انتشار هذه الظاهرة في الوسط الاجتماعي وخاصة في الوسط الشباني، و ماهي الظروف التي ساعدتها وتساعدها على ذلك. لأن االأكثر عرضة للخطر هو الطفل والشاب بحكم أن هذه المرحلة تعد أساسية في التنشئة الاجتماعية، وبحكم أنه لم تكتمل فيه شروط النضج النفسي مما يدفعه لأن يكون معرضا بسهولة لأية هزات من الممكن ان تدرجه لأن يصبح مستهلكا قبل أن يكون مدمنا عليها. و الفشل جزء من النجاح يقول الأستاذ قاسيمي وتحاول مؤسسات التنشئة الاجتماعية ان تحتوي كل العناصر التي تؤهل الفرد من أن يندمج في المجتمع و تبعده عن هذه الآفات الاجتماعية التي تختزله في لا شيء أي كعنصر سلبي و مقصى اجتماعيا. و في هذا الباب ذهبت السلطات إلى اعتماد على استراتجيات تستطيع من خلالها التوفير كل البنيات الأساسية والضرورية من ملاعب رياضة و هيئات ثقافية و مراكز تكوين لاحتواء كل الفراغ الذي يعتبر من بين العناصر الأولية التي تساعد ظاهرة المخدرات وتمركزها في الوسط الاجتماعي . كل المجتمعات تعاني من هذه الظاهرة التي صارت تشكل عائقا أمام نموها وبالتالي تجعلها تصرف ميزانيات ضخمة لمواجهتها بذل من أن توجهها إلى مجالات أخرى التي هي في حاجة ماسة لها و ضرورية في تنميتها.