تعرف أسعار الخضر و الفواكه في الأيام الأخيرة بمختلف أسواق ولاية مستغانم ارتفاعا كبيرا ما اثر على القدرة الشرائية للسكان الذين لم يجدوا أي تفسير لهذا اللهيب الذي مس الخضراوات الأكثر طلبا على غرار البطاطا و الطماطم و الخس على وجه الخصوص و هو ما وقفت عليه «الجمهورية» من خلال جولة قادتها إلى بعض أسواق المدينة أبرزها سوق عين الصفراء الذي كان يعج بالمشترين قادمين من مختلف مناطق الولاية و الذي عرف هو الآخر ارتفاعا في أسعار بعض الخضر و الفواكه ما جعل الإقبال عليها محتشما من طرف المستهلكين ، غير أن اللافت للانتباه في جل الأسواق هو نوعية الخضر و الفواكه المعروضة من طرف الباعة و التي لوحظ أنها من النوع الرديء الذي لا يصلح للاستهلاك رغم ذلك فإنها حددت بأثمان خيالية في صورة الطماطم التي عرضت و علامات التعفن ظاهرة عليها بوضوح و بسعر تراوح بين 130 دج و 150 دج للكلغ في غياب تام للنوع الجيد ، نفس الشيء يقال عن البطاطا التي ظهرت متجعدة و أخذت لونا قريب من الأسود و التي عرضت بسعر يتراوح بين 50 دج و 85 دج إلى جانب الرديء من الخس و الكوسة و البصل و الجزر التي بانت عليها مؤشرات تجاوز زمن العرض و الاستهلاك حتى باقات الأعشاب العطرية مثل الكزبرة والبقدونس والنعناع الموضوعة على طاولات العرض أضحت في حالة ذبول . في حين فان السوق المغطاة بوسط المدينة فكان الأمر مختلفا ، حيث عرضت بعض أنواع الخضر من النوع المتوسط و قليل من الجيد لكن بأسعار فاقت المعقول ما جعل المكان مهجورا من الزبائن . اختفاء الممونين وراء السبب و في هذا الشأن برر التجار هذا الأمر بقلة العرض أمام تزايد حجم الطلب خلال هذه الفترة التي ينعدم فيها جني المحصول و التي تخصص للزراعة ، الأمر الذي أطلق جماح المضاربة التي قفزت بأسعار الخضر إلى مستويات قياسية منها البطاطا المجمدة و المجعدة و البصل الذي لم يتبق منه سوى ذي الحجم الصغير والطماطم المتعفنة لا تعدو أن تكون مجرد بقايا أسواق تعافها المواشي، ولا مكان لها إلا المزابل. و أضاف أحد الباعة أن الخلل يكمن في اختفاء عدد من الوسطاء والموزعين الذين كانوا يمونونهم بالخضر بأسعار الجملة دفعة واحدة ولأسباب غامضة، ما دفع بهم خلال هذه الفترة المجهولة الأمد إلى تمرير البضاعة الكاسدة لديهم إلى حين انفراج الوضع. اللحوم البيضاء تقفز إلى 350 دج نفس الشيء يقال عن الفواكه الموسمية المعروضة هذه الأيام كالأجاص والعنب والتفاح والتين و الرمان ، حيث يبقى الطلب عليها محتشما نظرا لأسعارها المرتفعة نسبيا رغم نوعيتها الرديئة ، حيث عرض العنب بسعر يتراوح بين 150 دج و 200 دج و هو نفس ثمن التين ، أما الأجاص فارتفع سعره إلى 250 دج للنوع المتوسط و الموز المتعفن بيع ب 350 دج وهو ما يفسره بعض المستهلكين الذين تقربنا منهم بقلة الطلب على هذه المنتجات بفعل ارتفاع أسعارها على الرغم من أن بعض المنتجات محلية و يفترض أن تكون أثمانها معقولة بالمقارنة بالمواد التي توقف استيرادها منذ مدة كالتفاح والموز . أما إذا تحدثنا عن اللحوم البيضاء فإنها هي الأخرى مستها عدوى ارتفاع الأسعار بعدما وصل ثمن الكلغ من الدجاج إلى حدود ال 330 دج في مختلف الأسواق و السعر مرشح للزيادة في الأيام القادمة حسب بعض التجار بفعل انخفاض العرض مقابل الطلب المتزايد رغم أن السعر كان منذ أيام في حدود ال 270 دج للكلغ.