إن الذكاء الإلكتروني يتطلب نباهة بشرية خارقة في استعماله و توظيفه للاستفادة منه في شتى مناحي الحياة و إلا سقط السذج و الهُبْلُ في الهوة السحيقة الفاصلة بينه و بين الغباء ، و هو الحاصل اليوم فكم هي كثيرة و عديدة الملفات الجنائية المطروحة فوق منصة القضاء و الغارقة أوراقها بأفعال النصب و الاحتيال و الابتزاز و السرقة و القذف و التشهير و التهديد و الوعيد الخارجة من عالم أزرق ما زال الكثير يرسمون له حدودا افتراضية جاهلين أو متجاهلين وقعه و تأثيره على أدق تفاصيل الحياة . إن الرافض لأبناء التكنولوجيا و بناتها مريض بحاجة إلى كتائب من الأطباء في مختلف التخصصات و المجالات لإعادة عقله إلى عالم اليوم ، لكن في المقابل فإن الاستهلاك الجنوني لمنتجاتها بلا تعليمات و لا إرشادات سيتسبب في أمراض كثيرة بدأ المجتمع يعاني من بعض أعراضها ، و إن بقي انتشار جراثيمها بالوتيرة الحالية فإن هذه الأمراض ستتحول إلى مزمنة تقاوم كل الأدوية لدى أضحى واجبا على من بيدهم سلطة الفعل و القرار أن يضعوا تصورا جديدا لمنهجية و كيفية استعمال الشبكة العنكبوتية و خاصة مواقع التواصل الاجتماعي التي أضحت وكرا يتجمع فيه الكذابون و الأفاكون و التافهون و السارقون و عرائس القراقوز و الدمى القبيحة البالية التي يحركها وهم الحرية و وقاحة استعمال الحق .