600 مليون قطعة سلاع تتداول باليمن دون والخبز مفقود بالرفوق ثورات الربيع العربي فجرت العنف المكبوت وحركت غريزة القتل لدى الاطراف المتصارعة لتثخن في الجسد العربي تاركة جراح شعوبه المغلوبة على امرها تنزف دما باعثة الخراب والدمار والجوع والمرض والتشرد واليتم حيث الاحتكام الى السلاح في غياب العقل والحكمة والذي تنفق عليه مئات الملايير تذهب الى الدول المصنعة له وتجار السلاح الذين ازدادوا ثراء ففي اليمن البائس يعرض السلاح في المحلات وعلى الارصفة وفي السيارات بشكل علني والخبز مفقود والمجاعة تهدد حياة 14.5مليون إنسان اي نصف سكان هذا الوطن الجريح المقدر عددهم ب 28مليون نسمة ولا يوجد قانون أو سلطة لمنع المتاجرة في السلاح وقبل الحرب الضارية التي تضرب هذا البلد كان عدد الاسلحة فيه 60مليون قطعة وقد ازداد العدد بعد الثورةالتي اطاحت بالرئيس علي صالح عبد الله سنة 2011بسبب الاضطرابات والفوضى فتم السطو على معسكرات الجيش ومخازن السلاح التابعة له وتهريب السلاح ايضا فهناك تجار كبار في اليمن منهم فارس مناع الذي اتهمه مجلس الامن بتهريب السلاح الذي يلقى رواجا لان اليمني يعتبر السلاح جزءا من شخصيته لذلك لم تقم الحكومة بمنعه فالسلاح يتواجد لدى الافراد والعائلات والقبائل وتوجد صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي ( الفيس بوك والتويتر )تعرض للبيع مختلف الاسلحة مع ذكر خصائصها ومصدرها فيها الامريكية الصنع والتركية والبلغارية والاسبانية والايطالية والالمانية لكن انتشار هذه الاسلحة الكثيرة لا يعتبر السبب الرئيسي في الحرب الدائرة في اليمن فقد استولى الحوثيون على السلطة سنة 2015 فشكلت السعودية قوات التحالف العربي وتدخلت عسكريا في اليمن تحت شعار عاصفة الحزم ضد الحوثيين الذين تحالفوا مع الرئيس المخلوع على عبد الله صالح واستفادوا من السلاح الذي كان في حوزة الجيش اليمني ثم تخلصوا من علي صالح وتؤيد دول التحالف العربي الرئيس عبد ربه منصور هادي مقابل تاييد إيران للحوثيين الشيعة الذين استعملوا صواريخ باليستية ضد مناطق في السعودية يرجح ان مصدرها ايران. ليبيا : التأزم ولايكاد الوضع يختلف في ليبيا بعد ثورة الربيع العربي فقد كان القائد الليبي معمر القذافي مغرما بشراء السلاح الروسي وتكديسه في المخازن وقد قام بتدريب الشباب النخرطين في اللجان الشعبية على استعماله لمحاربة الاستعمار والامبريالية لكن لسوء حظه فان ذلك السلاح استعمل بعضه للاطاحة به وقتله وقد استولى الثوار على الاسلحة وتحولت مدينة سبها في فزان الى مركز اقليمي لتهريب السلاح لقربها من عدة مستودعات له وافاد تقرير للامم المتحدة سنة 2014 بتزايد نقاط بيع السلاح غير الشرعي وصار سوق السمك بالعاصمة طرابلس مكانا لبيع السلاح من قاذفات الصواريخ بالاضافة الى اماكن في أجدابيا ومصراتة والزندان وغيرها وتم تهريب السلاح نحو البلدان المجاورة مثل السودان ومالي ومصر واليمن وقد انخفض ثمن البندقية من 1500 دينار الى 150 دينار فقط وتوجد صفحات في مواقع التواصل الاجتماعي (الفيسبوك والتويتر ) لعرض بيع السلاح كما هو الحال في اليمن ولا يوجد قانون أو سلطة لمنع المتاجرة في السلاح في ليبيا التي تتصارع فيها عدة فصائل وتنظيمات مسلحة وانقسام في الحكومة وتدخلات اجنبية ودعم لبعض الاطراف من دول عربية لاجهاض الثورة منهم قوة الكرامة التي يقودها الجنرال المتقاعد خليفة حفتر الذي استولى على شرق البلاد ومدينة بن غازي ولم تنجح الوساطة في ايجاد حل يسمح بعودة الامن والاستقرار الى ليبيا والمنطقة بصفة عامة .