قبل الحديث عن تهجين اللغة العربية و تأثير التكنولوجيات الحديثة للإعلام والإتصال واستعمالات اللغة الخاصة بها والمتداولة بين فئة عريضة من الأوساط الشبانية خاصة ، لا بدّ لنا أن نوجز القول بشأن وسائل الإعلام الكلاسيكية أو التقليدية إن صح القول ومسؤولياتها اتجاه الحفاظ على النسيج اللّغوي والأدبي لدى القراء من جهة ودورها في ترقية اللغة العربية ومخاطبتها لنخبة المجتمع من جهة أخرى. إذ لا يجب أن تتنصّل هذه الوسائل الإعلامية خاصة منها الجرائد والإذاعات عن وظيفتها التثقيفيّة والتعليميّة كما يذهب إليه العديد من الدّارسين، غير أنّ الواقع أصبح يعكس صورة مستحدثة لهذه الوسائل التي باتت تخاطب بلغة * الشعبوية* بدل النخبة، وهو ما زاد من انحطاط المستوى اللّغوي وتدنّيه إلى مستوى غير مسبوق. فلغة الإعلام أصبحت تخاطب فئة دون أخرى خاصة مع تطور التكنولوجيات الحديثة وظهور ما يعرف بصحافة المواطن أو الإعلام الإفتراضي الذي يمكن لأي فرد أن يجعل منه بوقا لنشر مضامين أقل ما يقال عنها من حيث مستواها اللّغوي أنّها هابطة، على الأخص ما يتم تداوله من أغاني هابطة غير خاضعة للرقابة على سبيل المثال لا الحصر، وذكرنا هنا الغناء لأنه يعتبر أبرز أسلوب للدعاية من حيث الثأثير على الشباب بل وحتى على فئات عريضة من المجتمع. بالإضافة إلى تداول هذه المحتويات بلغة *خاصة* ابتدعها بعض مستعملي مواقع التواصل الإجتماعي كالفايسبوك والأنستغرام واليوتوب وغيرها من المواقع التي للأسف لقيت رواجا كبيرا بين أفراد المجتمع. ومن جهة أخرى، فإن غياب أو تغييب النخبة والأكاديميين في عملية التأطير اللّغوي أو المشاركة في ضبط الإستعمال اللّغوي والتوظيف اللّغوي في بعض وسائل الإعلام هو ما فسح المجال لتعدّد ولوج مصطلحات دخيلة.