الخطاب السياسي عندنا ضعيف ويخلو من مقومات النجاح والتأثير لدى المتلقي فلغته غير مقنعة وأفكاره ساذجة وأكثره لغوا لا يلفت الانتباه وضجيجا يصم الآذان فهو مجرد كلام يلقى مع التكرار الممل الذي لا يحمل جديدا ولم يرتق إلى المستوى المطلوب رغم كثرة المتحدثين والخطباء لقد مرت ثلاثون سنة كاملة على اعتماد التعددية الحزبية والنظام الديمقراطي وما زالت حكاية ستين حزبا لا يعرف الشعب عن برامجها وزعمائها إلا القليل فهي تظهر في الحملات الانتخابية فقط فما زلنا في المربع الأول بالنسبة للعمل الحزبي حيث توقف قطار الديمقراطية في المحطة الأولى لرحلته الطويلة فلم يتجاوز الانتخابات وتنظيمها ومراقبتها والمشاركة فيها وتبادل التهم والشك الذي يكاد يحرمنا من كل مزايا الديمقراطية وفوائدها نظرا لاختلاف الآراء وتضارب المصالح الحزبية والشخصية وتغلب الأنانية والمطامع والانتهازية مما يشكل عقبة كأداء أمام نهضة البلاد وتطورها. فقد اختلط الحابل بالنابل والغث بالسمين وكثر الصياح والضجيج وتعالت أصوات غريبة طالما تمناها وخطط لها أعداء الجزائر مثل الصهيوني المجرم «هنري ليفي» عراب ثورات الربيع العربي والصهيوني المعروف إيدي كوهين الذي توقع حروبا أهلية خاب ظنه فيها وأمام كل هذه المؤشرات فعلى الطبقة السياسية أن تتحرك بسرعة والاتفاق على خطوات تسمح لنا بتعزيز الأمن والسلام، وانتهاج حوار حضاري بناء لإعداد مخطط وطني بإشراك المعارضة والسلطة من أجل إحداث نقلة نوعية في العمل السياسي بفتح الأبواب أمام كل الكفاءات الوطنية وخاصة الشباب للمشاركة في التسيير البناء والتنمية. فنحن في عصر يعتمد فيه العمل الجماعي والمشاركة عبر الانتخابات التنافسية.