يتنافس " فريقان" في مباراة كروية حامية الوطيس لا تقبل القسمة على اثنين، شعارها الانتصار أو الانكسار وهدفها ضمان البقاء والتتويج بالبطولة في آن واحد ، زمنها بعمر خلافات كانت قبل و بعد 22 فيفري ، سيناريوهاتها مفتوحة على كل الاحتمالات و المآلات ، حَكَمُها الرئيسي القوة بمساعدة الدهاء والنفس الطويل . الفريق الأول معلوم بجميع لاعبيه الأساسيين و الاحتياطيين و يحمل شارة القيادة قائد مؤسسة عسكرية شعبية وطنية هي الأكثر انضباطا و التزاما على أرضية الميدان، رسمها التكتيكي مبني على التوافق و المرافقة بخطى هادئة و ثابتة ومدروسة، عين على تحركات الفريق الخصم داخل الميدان و أخرى تحرس حدود المستطيل الأخضر من أي تسلل أو اختراق . أما تشكيلة الفريق الثاني فلا تضم إلا اسما واحدا كان يشغل منصب رئيس "الدياراس" و ما أدراك ما "الدياراس" ، قاد لأزيد من عشريتين هذا الجهاز الحساس إحداهما سوداء و الأخرى قاتمة، لا يعرف أحد بقية لاعبيه لا الأساسيين ولا الاحتياطيين و لا طاقميه الفني و المسير، جزائريان كانا أم أجنبيين ، خطته مبنية على اللعب في العمق و المباغتة و الهجمات المرتدة و تمديد آجال المباراة إلى الوقت بدل الضائع لتسجيل الهدف القاتل و قلب الطاولة . أما الجمهور المكون من مختلف الشرائح الاجتماعية والأطياف السياسية و الفئات المهنية و العمرية، فقد نظف ملعب الوطن و جمع القارورات البلاستيكية الفارغة والزجاجات المكسورة وأزاح الغبار و الفضلات تفاديا لعقوبة " الويكلو " ثم وقف في المدرجات بتحضر وهدوء، يغني لجمال الملعب و بهائه و اتساعه وتاريخه وحلته الجديدة ، و ينادي بإلغاء البطولة لأنها بلا شرعية و لا مصداقية فهي فاسدة وجميع مبارياتها "مبيوعة"، كما طالب بحل الاتحادية المنظمة و إبطال منظومتها القانونية و عقد جمعية عامة انتخابية بأطر و لوائح جديدة تشرف عليها وجوه وطنية مغايرة.