أعتقد أننا حققنا الكثير من خلال الحراك الشعبي السلمي ولم تبق أمامنا إلا خطوة واحدة نحو الأمام علينا أن نقوم بها بهدوء حتى لا نسقط في حفرة أو ندخل متاهة يصعب علينا الخروج منها سالمين. لقد اخترنا منذ البداية طريق السلام والأمن والوحدة الوطنية ووحدة الصف وجسدنا هذه الثقافة قولا وفعلا ولنتذكر أن ثقافة السلمية مبنية على الحوار مع الآخر وتقبله وعلى الصفح والتسامح فلماذا لا نبادر إلى الالتقاء لنتحاور ونتشاور لنخرج بحل مشترك ومتفق عليه لنقل السلطة من الهيئات المؤقتة في رئاسة الجمهورية والحكومة والشروع في وضع المؤسسات والهيئات الجديدة كاللجنة المستقلة لتنظيم الانتخابات وغيرها فمهما يكن موقفنا من السيد عبد القادر وبن صالح والسيد نور الدين بدوي فلا مفر من التعامل معهما كأمر واقع بالمصطلح السياسي يفرض وجوده علينا بدل المطالبة برحيلهما وإحداث فراغ في السلطة السياسية للبلاد وسط مخاطر جمة تحيط بها من كل جانب وهذا ما حذرت منه قيادة المؤسسة العسكرية مرارا فلنكن في المستوى ونستجب لنداء الوطن والشعب والضمير ونمد أيدينا للمصافحة والحوار في هذه الأيام العظيمة من شهر رمضان وعيد الفطر الذي سيحل بنا قريبا لنفرح مرتين بالعيد وبالخروج من هذا المأزق الذي وضعنا فيه أنفسنا.