- التبذير بصمة الأعراس بوهران تحت غطاء المظاهر انتشرت كلمة «بريستيج « خاصة في الأفراح الجزائرية حيث بات كل شيء يتم اقتناؤه إلا و تكون كلمة بريستيج حاضرة معه على غرار حلوى بريستيج ، ديكور بريستيج، طريقة تقديم الأكل للمعازيم بريستيج و غيرها من الأمور التي تكون حاضرة بالأعراس الجزائرية و بوهران بشكل خاص و هو ما جعل العائلات تنفق بشكل غير عقلاني من أجل هاته الكلمة فقط و خلال الجولة الاستطلاعية التي قامت بها الجريدة لمحلات بيع لوازم الحلويات الخاصة بالأعراس بشارع معسكر بالمدينة الجديدة بوهران تفاجأنا بتداول هاته الكلمة و بالإقتناء الجنوني و غير المبرر لعلب الحلويات و علب الدراجي و حتى علب الحلويات الخاصة بالأطفال التي تحمل رسومات لأفلام كرتونية مثل سبايدر مان و توم جيري للأولاد و دورا و باربي للبنات و التي تبقى أسعارها فاحشة للغاية و لكن على الرغم من ذلك تأبى ربات البيوت و صاحبات الأعراس إلا أن تكون تحضيراتها كلها «بريستيج» حتى لوكان ذلك تبذيرا للمال مع الإشارة أن أغلب إن لم نقل كل هاته العلب التي تصرف عليها الملايين ترمى في نهاية المطاف في النفايات .و لدى دخولنا لأحد المحلات المعروفة الذي وجدنا مليئا عن آخره فضلنا في بادئ الأمر القيام بجولة حيث وضعت رفوف للعلب الفخمة للحلويات و حتى للملاعق و التي تصل إحداها عتبة ال 2000 دينار كونها مصنوعة من السيراميك و يتم وضع إسم العروس أو العروس عليها و تاريخ العرسو أخرى من النحاس و القطيفة على شكل الطاجيين المغربي و سعرها 2000 دج أيضا و علبا أخرى من الخشب و ثالثة من الزجاج و رابعة من الكرتون ذو النوعية الجيدة و حتى علب من مادة الحلفة و التي تتراوح في العموم بين500 إلى 1200 دينار مع احتساب عدد المعازيم في حدود ال 300 مدعو كأدنى حد فإن الإنفاق عليها يكون في حدود ال 20 مليون سنتيم و الغريب في الأمر أنه بالرغم من ذلك فإن الإقبال عليها مكثفا و منقطع النظير من قبل العائلات و المقبلين على الزواج.و في هذا الصدد كشف صاحب لمحل السيد هواري بأن عملهم ينتعش كثيرا في موسم الصيف و الأعراس و المناسبات و أكد لنا أن الكثير من زبائنه يبحثون عن كل ما هو فخم و بريستيج لتقديم الأفضل حتى و إن كانت العائلات بسيطة في المستوى تبقى تبحث عن الأفضل لمدعويها كطريقة للترحيب بهم حسبهم و لتقديم حسن الضيافة و في عملية حسابية بسيطة كشف ذات المتحدث بأن علب الحلويات لوحدها و ذات سعر 700 دج قد تكلف صاحب العرس ما يفوق ال 20 مليون سنتيم فما بال باقي المستلزمات من علب للدراجي و علب حلويات الأطفال و غيرها من الضروريات التي غالبا ما تضاهي ال 30 مليون سنتيم و بالمقابل من ذلك هناك عائلات ضعيفة الدخل تبحث عن علب تتراوح أسعارها بين 10 دنانير إلى 30 دج و هي علب من الكرتون و مزينة بأشكال و ألوان و تلبي حاجيات الزبائن كما لفت انتباهنا أن أغلب زبائنه باتوا يطلبون طلبات تكون بريستيج ما يجعل صاحب المحل توفيرها لكسب زبائنه و كشفت لنا الحاجة خديجة التي وجدناها تقتني علبا لعرس ابنتها الوحيدة حسبها بأنها تحضر لعرس وحيدتها ما يجعلها تفكر في جانب البريستيج لتكريم ابنتها أمام صديقاتها و الأقارب لكي يبقى عرس ابنتها في الذاكرة حسبها و منذ سنوات و هي تحضر له و عن العلب التي اختارتها كشفت أن تفضل» الستيل المغربي» فقررت طلب علب على شكل طواجن مغربية .يحدث هذا في الوقت الذي تبقى هاته الملايين التي تصرف في الأعراس تذهب هباءا منثورا كون العلب التي تقدم فيها الحلويات خاصة من الكرتون ترمى في النفايات و هو ما يعد تبذيرا كبيرا و تصرفا غير عقلاني و لا مسؤول على العائلات إعادة النظر فيه .