الجزائر الجديدة تتحقق بالتفكير والتخطيط والنشاط والابداع والعمل والاجتهاد والتنظيم المحكم والتسيير الجيد والاستغلال الامثل والعقلاني للموارد والامكانيات المادية والبشرية والثروات الطبيعية وليس بالأماني والشعارات والخطب والوعود وكثرة المطالب والاحتجاجات والاضرابات والمسيرات فلابد من توظيف كل قدراتنا إذا أردنا أن ننهض ونترك الكسل والاتكال وطلب المساعدات لان المؤمن القوي خير من المؤمن الضعيف واليد العليا خير من السفلى ومن امسى كالا من عمله أمسى مغفورا له واعطوا الاجير اجره قبل ان يجف عرقه فهذه المعاني العظيمة يجب ان تتحول الى انجازات في الميدان تراها الاعين وتلمسها الايدي. لقد كانت توجيهات رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون في الاجتماع الثاني لمجلس الوزراء واضحة وهادفة وحددت الغاية النبيلة التي تسعى القيادات العليا للبلاد تحقيقها والمتمثلة في التكوين والتكوير ورفع المستوى المعيشي للمواطن بتوفير الحياة اللائقة والعيش الكريم له وكل القطاعات التي تمت دراستها تهدف الى الرفع من وتيرة التنمية الوطنية وتوفير الخدمات والمرافق والمنتوجات الضرورية وعلى راسها السكن اللائق حيث تقرر انجاز 1مليون وحدة سكنية في الاربع سنوات القادمة وهو رقم كبير وهام ويتطلب جهدا كبيرا وغلافا ماليا ضخما لكنه في المقابل يفتح الكثير من فرص العمل ويشجع على العمل والانتاج وهناك قطاع الفلاحة الذي تراهن عليه الدولة منذ عقود دون تحقيق نتائج معتبرة رغم الاموال الكبيرة التي ضخت فيه وذلك لنقص المراقبة والمحاسبة مما سمح بالاحتيال والغش والمضاربة بالإضافة الى الاعتداء المتواصل على الاراضي الفلاحية الخصبة التابعة للدولة وللقطاع الخاص على السواء مما يعرض أمننا الغذائي للخطر فنحن مثل القط الذي كان يلحس المبرد الذي يمزق لسانه. * محاربة الآفات كما أن قطاع التجارة عندنا ليس بخير ويكاد يجمع كل الآفات والمصائب من غش وتحايل ومكر وخداع ورداءة وتبييض للأموال وتهريب وتهرب ضريبي وتضخيم لفواتير الاستيراد وغلاء الاسعار والمضاربة وأكل أموال الناس بالباطل فاغلب السلع بأسواقنا تفتقد الى الجودة من مواد غذائية وملابس وقطع غيار وحتى السيارات الجديدة وهو ما ينعكس سلبا على صحة المواطنين فالأمراض المزمنة في تزايد وتصيب الصغار والكبار وحتى الاجنة في بطون أمهاتهم. ان توفير العيش الكريم يحتاج الى شروط عديدة كالبيئة النظيفة والجميلة بأشجارها وازهارها وحدائقها وبساتينها وغاباتها والمياه الصافية الخالية من التلوث والاكل النظيف والصحي والمنزل المريح والتعليم الجيد الذي يفتح العقول ويشجع على الابداع والابتكار والخدمات الصحية الجيدة والموجودة في متناول المواطن البسيط الذي يعجز حاليا على شراء علبة دواء أو استشارة الطبيب فما بالك بالعمليات الجراحية التي تجرى بأثمان خيالية والى كهرباء لا تنقطع وانترنت ووسائل مواصلات وطرقات آمنة خالية من حوادث المرور القاتلة والى عدالة تحمي الحقوق والى امن واستقرار ومنصب عمل براتب مقبول يتناسب مع الجهد المبذول ويكفي لسد حاجياته وهذه الامور ليست مستحيلة ولا خيالية لكنها مرتبطة بمدى تعاوننا وتفانينا في العمل للوصول اليها كما فعلت شعوب اخرى.