تتواصل معاناة العديد من المواطنين، مع نقص التموين في الخضر والفواكه الذي تشهده العديد من الأسواق بالولاية، وهو السيناريو الذي بات يتكرر كل سنة مع جميع المناسبات الدينية. ووقفت عليه جريدة «الجمهورية» في زيارة استطلاعية لها، ببعض من هذه المرافق على غرار سوق الأوراس «لاباستي» سابقا، وحي «الصباح» و«ايسطو» التي تعتبر من الفضاءات التي تعرف إقبالا كبيرا، عليها من المواطنين الذين يفضلون اقتناء حاجياتهم منها، إلا أنهم اصطدموا كالعادة ومباشرة بعد انقضاء مناسبة عيد الأضحى المبارك، بغياب العديد من تجار التجزئة بها، وتواجد الكثير من الطاولات فارغة من هذه السلع، الأمر الذي زاد من تذمرهم وجعلهم يدخلون في رحلة البحث عنها، بالأحياء المجاورة مضطرين إلى استقلال الحافلات من أجل شرائها، مثلما هو الشأن بالنسبة لسكان حي الصباح وحي الياسمين والنور وحي الشهداء «السلام»، إلى جانب العديد من سكان وسط المدينة أو انتظار مرور الباعة المتجولين بأحيائهم لاقتنائها، وهو ما أكده لنا أحد المواطنين، الذي صادفناه بسوق حي «الصباح» الذي أشار إلى أنه لم يتمكن من شراء حاجياته لشبه غياب الباعة حتى أن الخضر المتوفرة ذات نوعية رديئة، ونوه إلى أنهم اعتادوا على هذه الوضعية، التي تتكرر مع كل مناسبة دينية، وتستمر قرابة الأسبوع في ظل غياب تدخل مصالح مديرية التجارة، التي كان من المفروض أن تلزمهم بممارسة نشاطهم وضمان المداومة بعد العيد لتمكينهم من اقتناء حاجياتهم دون عناء. نفس الأمر أشارت إليه سيدة تقطن بحي النور صادفناها، بذات السوق وأبدت استياءها من هذا المشكل الذي لم يلق حلا من قبل المسؤولين، باعتبار أنه يتكرر كل سنة ويجعل المواطن المتضرر الوحيد من هذا الوضع. يأتي هذا في الوقت الذي صرح فيه أحد الباعة بسوق «الأوراس»، بأن اضطرابات تموين سوق التجزئة تعود بالدرجة الأولى، إلى عدم توفر السلع بسوق الجملة نظرا لأن الوكلاء لم يكونوا معنيين بالمداومة، وفضلوا أخذ عطلة نهاية أسبوع طويلة، وقضاء هذه الفترة مع عائلاتهم وهو ما جعل تجار التجزئة، يجدون صعوبة كبيرة في تموين محلاتهم مباشرة بعد عيد الأضحى المبارك، أما بالنسبة لبائع آخر فأوضح بأن هناك عدة تجار للتجزئة، فضلوا قضاء هذه الفترة مع أقاربهم والعودة إلى النشاط مع نهاية الأسبوع، نظرا لأن هناك العديد من المواطنين الذين قاموا باقتناء جميع حاجياتهم، من خضر وفواكه وحتى المواد الاستهلاكية الأخرى قبل العيد الأضحى، خوفا من أن يصطدموا بالندرة والاضطراب في التموين الذي عادة ما يميز الكثير من الأسواق مع جميع المناسبات.