تأثر المجتمع الجزائري كثيرا بتداعيات وباء كورونا و العدد الكبير للمتوفين بالفيروس و من ماتوا موتا طبيعيا حيث غيرت الإجراءات الاحترازية للوقاية من كوفيد 19 سلوكيات الناس و حرمت العائلات من حضور جنائز الأقارب تنفيذا لمبدأ التباعد الاجتماعي و نتج عن ذلك إحساس مر بالألم لدى الناس الذين فقدوا أفراد عائلاتهم حيث أصبح تشييع الجنازة يقتصر على عدد محدود من أقارب المتوفين سواء من مات منهم بالكوفيد 19 أو المتوفين وفاة طبيعية ،و هكذا فرض فيروس كورونا طقوسه بخصوص تشييع الجنائز ،كيف لا و قد أضيف هذا التباعد العاطفي و قطع صلات التواصل العائلي إلى تدابير و إجراءات الوقاية الأخرى من منع لإقامة حفلات الأعراس و الاحتفال بمختلف المناسبات الاجتماعية الأخرى من ختان وغيرها ،و عدم زيارة الأقارب في عيد الفطر وعيد الأضحى وفق ما يمليه الحجر الصحي الهادف إلى محاصرة الفيروس والحيلولة دون انتشاره وتفشيه وسط المواطنين ،فزمن كورونا سوف يخلف لا محالة آثارا نفسية عميقة على الناس الذين لم يعودوا قادرين على التواصل فيما بينهم و مواساة بعضهم البعض عند موت و فقدان أفراد عائلاتهم و وأقاربهم وجيرانهم ،و عدم قدرتهم على تقديم التعازي لأهل المتوفين و هو أمر صعب التحمل خاصة عندما يحرم الشخص المقيم في ولاية أخرى من حضور جنازة والده أو والدته أو شقيقه و شقيقته و عمه أو خاله أو ابنه أو ابنته و يكتفي بالهاتف و وسائل التواصل الاجتماعي لتقديم التعازي و هو إحساس صعب التحمل لكن الإجراءات الوقائية للحجر الصحي تفرض ذلك لحماية صحة الناس في انتظار زوال الوباء و رحيله .