- المنارة العتيقة في خطر طالب سكان الحي العتيق بسيدي الهواري وبعض إطارات المجتمع المدني بوهران بالتدخل الفوري على مستوى مديرية الثقافة لولاية وهران، لوقف أشغال فتح جدار على مستوى مسجد الباي محمد بن عثمان الكبير، المصنف ضمن التراث الوطني، وهذا من أجل اتخاذ الإجراءات اللازمة، ووضع حد لممارسات إحدى الجمعيات التي قامت بأشغال قد تتسبب في هدم جزء من السور الذي يحيط بمسجد محمد بن عثمان الكبير و المنارة العتيقة المحاذية للمستشفى العسكري القديم «بودانس». وقد أكد سكان الحي العتيق لسيدي الهواري في تصريحاتهم بمقر الجمهورية، أنهم انتقلوا إلى الموقع وتأكدوا ميدانيا بعد اتصالهم بمصالح القطاع الحضري، بأن من باشروا الحفر لا يملكون ترخيصا للقيام بهذه الأشغال، وقد راسلوا مديرية الثقافة في حينها و طالبوها بضرورة التدخل لمنع هذه العملية التي يجب أن تخضع للترخيص وفق قانون 04/ 98 المتعلق بحماية التراث الثقافي الصادر في 15 جوان 1998 ، وكذا المرسوم التنفيذي رقم 13/ 15 ، علما أن الترخيص يصدر إما عن قسم الآثار التابع لمديرية الثقافة لولاية وهران ، أو مديرية التعمير على مستوى الولاية، أو الوزارة الوصية، كما أن هذه الأشغال ستتسبب في هز المبني العتيق ، إضافة إلى أن المواد المستعمل للبناء من اسمنت مسلح و غيره لا يتماشي مع مكونات المبني الأثري، وفور وصول هذه الشكوى لمديرية الثقافة، تم توقيف الأشغال الأربعاء الماضي لغاية الاطلاع على الموضوع. مديرية الثقافة ... ننتظر تقرير مصالحنا للوقوف على عملية الأشغال التي تمت على مستوى سور مسجد محمد بن عثمان الكبير المقابل للمستشفى العسكري بساحة الجوهرة، اتصلنا بالسيد قويدر بوزيان مدير الثقافة الذي صرح أمس للجمهورية ، أنه فعلا قد تلقت مديرية الثقافة شكوى على مستوى مصالحها، و التي شرعت في التحقيق في الأمر، و تم التدخل الفوري لتوقيف الأشغال، في انتظار استكمال التحقيق الخاص بمصالحها ، و استلام تقرير و البطاقة التقنية لجمعية صحة سيدي الهواري حول هذه الأشغال التي قامت بها ، و المتمثلة في استبدال باب حديدي مهترئ بباب أخر من الخشب . لم نتلق بعد التصريح ... لكن الأمر كان مستعجلا لتسليط الضوء أكثر حول انشغال سكان حي العتيق لسيدي الهواري، اتصلنا بالسيد كمال بريكسي رئيس جمعية صحة سيدي الهواري الذي أقر في تصريحه للجمهورية، أن الأشغال التي مست الباب بسور ساحة الجوهرة، كانت بدون ترخيص قانوني ، لأن الأمر بالنسبة للجمعية مستعجلا بسبب قرب التحاق التلاميذ بالورشات التي تصادف 30 أوت الجاري، مؤكدا أن جمعية سيدي الهواري قد تقدمت بطلب ترخيص من قبل بلدية وهران، لكنها لم تتلق أي رد ايجابي ،مما جعل الجمعية تشرع في الأشغال و انجاز « باب خشبي» من النوع التقليدي الذي يحترم التاريخ و التراث بموصفات «باب الدخول الرئيسي» لمقر الجمعية، قد قام بانجازه متطوعون تابعون لصحة سيدي الهواري ، و هذا تحت إشراف 8 مدربين حرفيين و مهندسان مدنيين و 3 متطوعين ، في انتظار استبداله فور الحصول على الترخيص، معرجا على أن الباب الحديدي، قد تم وضعه منذ 15 سنة و أصبح مهترئا وعلى وشك السقوط و قد يسبب خطرا على المنتسبين للجمعية خاصة الأطفال الصغار، مبرزا أن البوابة كانت في حالة متقدمة جدًا من التدهور الذي يهدد أمن المباني ويشكل خطرًا حقيقيًا على صحة السكان ، مع العلم أيضًا أن هذه البوابة لا تتناسب مع الجانب التاريخي لميدان ساحة الجوهرة ، إلى جانب خضوع جدار الواجهة لعدة تعديلات في الماضي باستخدام مواد غير تراثية ، لم تحترم قواعد الفن أثناء هذه الامتدادات ، و الجدار به تشققات يمكن لها أن تسبب أضرارا في المستقبل لذا فكرت الجمعية في تركيب باب يحترم الطابع المعماري والتراثي تحت إشراف الخبير المعماري عبد الكريم بنعمار ، كما ذكر السيد بريكسي بانجازات الجمعية في تكوين 900 محترف في المهن البناء التقليدي و قيام المتطوعين بالحافظ على هذا المعلم الأثري الذي كان سابقا يعرف الإهمال حسب قوله ، ويجدر التذكير بأن المسجد يعتبر أحد أهم المساجد الأثرية التي يزخر بها الحي العتيق سيدي الهواري بوهران، وهو ذو نمط معماري يتميز بمنارة المزخرفة رباعية الأوجه ذات طراز أندلسي شيد سنة 1799 في العهد العثماني من طرف الباي محمد الكبير .