قامت الجمهورية صباح أمس بجولة استطلاعية، بسوق «الشيفون» أو ما يعرف بالبالة بالحمري، حيث لاحظنا ونحن نتجول بالسوق، وجود عزوف كبير للمواطنين، وكساد في عمليتي البيع والشراء، وقد كان للأزمة الصحية، السبب الأكبر في تراجع النشاط بل وحتى إفلاس العديد من التجار، الذي أجمعوا على أن السلع التي يبيعونها من المخزون، الذين اشتروه قبل ظهور الوباء. وعبر لنا تجار سوق الشيفون، أنهم باتوا يعانون من كساد تجارتهم وتراجع قياسي في حركية البيع، ما أدى بالعديد منهم إلى دخول عالم البطالة، وهذا ما وقفنا عليه خلال الجولة الاستطلاعية التي قمنا بها داخل السوق الحمري. وأكد محمد بائع للملابس والأحذية القديمة، أنه كان يعمل رفقة عدد من المساعدين، يدفع لهم أجرتهم يوميا، حيث وقبل الوباء، كانت السوق تعج بالزبائن، إلا أن الجائحة، واستمرارها لعدة أشهر، تسببت في توقف الحركة التجارية، ما اضطره إلى تسريح الشباب الذين كان يشغلهم، ويضيف محدثنا أنه اكتفى فقط شقيقه، بسبب تراجع المبيعات. وأرجع عدد من الباعة سبب الكساد إلى أن السوق لم تعد تتوفر سوى على السلع المتبقية وعدم وجود سلع جديدة، بسبب غلق الحدود الجوية والبحرية، حيث صرحوا أنه يوجد تباين في الأسعار، فالبعض ذهب إلى خفض الأسعار لجلب الزبون منهم (ن. هواري) الذي قال إنه تعمد خفض الأسعار من أجل استقطاب الزبائن بنسبة فاقت 50 بالمائة، إلا أن الأمر لم يجد نفعا فيما سارع أغلبية الباعة، إلى رفع الأسعار من أجل تقليل الخسائر كما هو الحال بالنسبة إلى طاولة (ف. محمد) الذي ضاعف من الاسعار لتعويض الخسائر، وأشارت أكثر من زبونة صادفناها بالموقع أن الأثمان كانت تصل أحيانا إلى 50 و100 و200 دج، وحتى 600 دج وذات نوعية جيدة، إلى أنه في الآونة الأخيرة، ارتفعت الأسعار متجاوزة سقف 1000 دج، ما يجعل الزبون يصرف النظر عن التوجه لسوق الحمري، وصرح لنا أحد الباعة، أن سلعتهم تلقى ركودا بسبب قلة الزبائن وتراجع قيمة الدينار، ما أثر بشكل عكسي على تجارتهم، ففي بعض الأحيان يجلبون ملابسهم من مستودعات الفضاءات التجارية، وهي من المخزون القديم، الذي لم يتم تسويقه، حيث أن هذه الالبسة لم تستعمل وتحمل ملصقات الأسعار التي تؤكد أن هذه الملابس غير مستعملة، إلا أنها تباع في سوق الشيفون الذي يشهد أسوأ احواله بسبب الكساد.