تتواصل فعاليات الطبعة ال 13 من المهرجان الوطني الثقافي أهليل التي تختتم اليوم وسط أجواء احتفالية رائعة ، بحضور السلطات المحلية والفعاليات الثقافية وجمع غفير من المواطنين حيث أكد محافظ المهرجان أحمد جولي خلال هذه التظاهرة الثقافية على أهمية اهليل كتراث عالمي وتسليط الضوء عليه من خلال هذا المهرجان . وعرفت الاحتفالية تقديم عروض فلكلورية متنوعة لفرق أهليل الممثلة لمختلف مناطق قورارة والتي تم تقليصها هذه السنة إلى 20 فرقة فنية فقط ، نظرا للظروف الاستثنائية التي فرضتها جائحة كورونا ، فضلا عن فرق محلية ستقوم طيلة أيام المهرجان بتنشيط فعاليات هذه الطبعة . والمهرجان ينظم برعاية وزارة الثقافة ، بهدف حماية هذا الموروث الثقافي العالمي الذي صنفته اليونسكو سنة 2005 ضمن 43 من روائع التراث اللامادي والمتميز بقصائد الصوفية الخلاقة. وسطرت محافظة المهرجان على مدى ثلاثة أيام ، برنامجا ثريا يتضمن تنظيم سهرات اهليل بمسرح الهواء الطلق بمدينة تيميمون، وسهرات موسيقية يشارك فيها فنانون جاءوا لتنشيط المحيط قصد إعطاء نكهة متنوعة لهذا المهرجان، الذي تحضره وفود عديدة من داخل وخارج الولاية. وقد تم هذه السنة إدراج تقرابت ضمن برنامج المهرجان، وهو لون آخر مشتق من أهليل ، فأهليل نوعان الأصلي الذي يسمى بهذه التسمية. أما الثاني فهو لون آخر مشتق منه ، والفرق بينهما أن الأول يؤديه الرجال وهم واقفون، بينما الثاني الذي يطلق عليه اسم «تقرابت» يؤديه الرجال جماعة وهم جالسون، فالأول اهليل يؤديه الرجال من خلال تشكيلهم لحلقة مغلقة ينظرون من خلالها الى مركزها الذي يتوسطه ثلاثة رجال أساسيين في الفرقة ، المنشط أو القوال، وهو الذي يردد الكلمات ويرددها أعضاء الفرقة من بعده ويدعى بالنطق الزناتي الامازيغي ب «ابشنو» ، أما الثاني فهو صاحب القصبة ، وهي آلة نفخية محلية كبيرة الحجم بالمقارنة مع الناي أو القصبة الصحراوية يطلق عليه باللفظ الوناتي الأمازيغي المحلي اسم التيمجة أو القصاب، هو الذي يكون في البداية دائما ، أما العنصر الأساسي الثالث في الفرقة بتقلال باللفظ الزناتي المحلي ، وهو الذي يضرب على ألة ايقاعية محلية مائة بالمائة ، هذه الألة تشبه الطبل إلا إنها ضخمة وصوتها ضخم إيضا وهي عادة ترافق القصبة أو التيمجة في رقصة أهليل . أما فيما يخص ايقاع تقرابت ،فهذا الايقاع لا يمكن بحال من الأحوال أن يسمى رقصة لأن أعضاء الفرقة يؤدونه وهم جلوس بخلاف رقصة اهليل التي يؤديها رجال الفرقة وهم وقوف في شكل حلقة دائرية متحركة أشبه ما تكون بنعورة تدور حول مركزها . ويعتمد ايقاع تقرابت هو الآخر على 3 عناصر، أحدهم هو القوال الذي يردد الكلمات والفرقة تردد من خلفه ، أما الثاني فهو الذي يضبط ايقاع الفرقة من خلال زوج من الحجارة تدعى «تقرابت» الذي سمي هذا الايقاع على اسمه ، هذا الصوت الذي هو أشبه ما يكون بالطرق . أما الثالث الرئيسي في ايقاع تقرابت ، فهو الذي يعزف على آلة وترية محلية قديمة تدعى ب «البنقري» يعزف عليه كما يعزف صاحب العود على عوده ،وهذه الآلة هي التي ترافق دوما آلة وأداة تقرابت في الايقاع الذي سمي باسمها ليخلق هذان النوعان من الفن المحلي الأصيل ، تضيفه إلى هتافات رجال الفرقة ايقاعا فنيا .